علي فرزات الذي تحدث إلى «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي تغلب على آلامه وتابع ساخرا القول «رب غباء نافع». وحول وضعه الصحي بعد ثلاثة أيام من تعرضه للاعتداء بالضرب من قبل الشبيحة قال إنه «يشعر الآن بالتحسن»، وإن اهتمام محبيه ورعايتهم له ولهفتهم خففت كثيرا من ألمه، وستعينه على الشفاء بسرعة. وكعادته في التغلب على الوجع والظلم بالابتسامة، قال فرزات «شر البلية ما يضحك»، متوقفا عند تفاصيل ما جرى معه بعدما تم ضربه ورميه على طريق المطار، بأنه حاول جاهدا الزحف إلى الجهة الأخرى من الطريق نحو مسرب الإياب، كي يتمكن من إيقاف سيارة وطلب النجدة، ولكن السيارات كانت تمر سريعة عندما ترى الدماء وقد أغرقته، ما عدا سيارة تاكسي تباطأت قليلا لكن عندما حدق فيه السائق فر مذعورا، إلى أن شاء القدر وفقع دولاب سيارة بيك آب كانت تقل عمالا إلى المدينة، فتوقفت أمام علي المدمى، عندها سارع العمال وحملوه ووضعوه بينهم في صندوق سيارة بيك آب وحاولوا إخفاءه عن العيون تحسبا لما لا يحمد عقباه.
ومع أن علي فرزات يرد هذا إلى القدر الذي شاء أن يبقى حيا، إلا أن هناك من رأى فيه مكافأة من القدر لرسام دأب منذ انطلاقته على مناصرة المهمشين والمقموعين، وعندما أصابه مكروه لم يسارع لنجدته وإنقاذه من الموت سوى هؤلاء المهمشين. مع أن علي فرزات يتمتع بشعبية واسعة في أوساط الشباب السوري لا سيما مستخدمي موقع (فيس بوك)، حيث إن مئات منهم استبدلوا صور بروفايلاتهم بصورة شخصية للفنان علي فرزات أو بإحدى رسوماته الساخرة، كما أصدر الفنانون والمثقفون السوريون بيانا أدانوا فيه بشدة الاعتداء على فرزات، وقع عليه نخبة كبيرة من المثقفين السوريين، وجاء في البيان أن «المثقفين السوريين يستنكرون هذه الجريمة بحق أحد رموز الثقافة السورية المعاصرة وأحد أكثر فنانين الكاريكاتير موهبة ونقدا، ويدينون مرتكبيها، ويحملون مسؤوليتها كاملة لأجهزة الأمن السورية».
واعتبر البيان الذي حمل عنوان «بيان الفن والحرية»، أن ما حصل لفرزات هو رسالة «لبث الخوف في أوساط المثقفين، في محاولة للجم تضامنهم مع حركة الحرية التي تعم المدن السورية وقراها منذ ستة أشهر». وناشد البيان «كل المثقفين والفنانين في البلاد العربية والعالم إدانة هذه الجريمة النكراء والتضامن مع أبناء شعبنا ومثقفيه وفنانيه