إكس خبر- بدأتُ اللقاء مع الباحثة الجدية في أحد أكثر مراكز الأبحاث الأميركية عراقة ومركزه نيويورك بسؤال عن المشكلة المستجدة بين روسيا وأوكرانيا وبسببها مع أميركا ودول أوروبية عدة، فأجابت: “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيخسر على المدى البعيد جراء ما فعله في شبه جزيرة القرم الأوكرانية. لقد احتلها أو استعادها كما قال أو استجاب لرغبة غالبية أبنائها وهم من الروس، ولكن ماذا بعد ذلك؟ هذه القضية ستستمر سنوات وفي نهايتها سيواجه الخسارة”. علّقتُ: الذي خسر سواء بسبب أوكرانيا أو بسبب ما يجري في سوريا هو الرئيس الأميركي أوباما. لقد خسر صدقيته. سألَتْ: “لماذا خسرها”؟ أجبتُ: لأن لا استراتيجيا عنده وسياسة تنفيذية لها. ردَّت: “يمكن أن لا تكون عنده استراتيجيا لأن وجودها يقتضي منه خطوات وأمور ضرورية لاستعادة موقع أميركا. لكن أميركا هذه مع شعبها لا تبدو مستعدة للتدخل في قضايا كثيرة وللانجراف في مغامرات قد توصل إلى التورط العسكري“.
ماذا عن السعودية وعلاقتها مع أميركا في هذه المرحلة؟ سألتُ. أجابت: “السعودية غاضبة من أميركا وهي محقة بعض الشيء لأن أميركا بدأت انفتاحاً على إيران من دون أن تُعلِمها، ولأنها انتهجت سياسة في سوريا أو لا سياسة لا تعجبها. لكن العلاقات بين الدول المتحالفة هل تُعالج بهذه الطريقة؟ أي بالحَرَد والغضب و”النطنطة”؟ أي بالتوجه إلى موسكو وإغرائها بـ16 مليار دولار أميركي؟ هذا أمر غير مقبول. وما كان يجب أن يحصل. هل كان ذلك محاولة لرشوة بوتين؟ هل بوتين في حاجة إلى 16 (أو 14) مليار دولار؟ طبعاً عنده دولة مهترئة غالبية بناها التحتية من مدنية وعسكرية. لكنها تبقى دولة كبرى عندها خلافات مع أميركا ولها مصالح معها. هل تستطيع أن تؤمِّن السعودية هذه المصالح أو أن تحميها؟ أم أن أميركا هي الوحيدة القادرة على ذلك بالتفاهم مع الروس؟ إلى ذلك كيف ترسل السعودية مندوباً إلى روسيا من دون التشاور مع ميركا حليفتها الأولى بل حاميتها؟ هل هذه هي الطريقة لتعبِّر بها السعودية عن غضبها على أميركا؟ وهل تعاقبها بالذهاب إلى روسيا؟ قصة السعودية مع أميركا تشبه قصة إمرأة على خلاف مع زوجها. عند كل خلاف تزعل الزوجة وتهدد زوجها بتركه أو بالطلاق منه. والأمر نفسه يفعله الزوج في ظرف مماثل. في النهاية يملّ كل واحد منهما التكرار فيقول الزوج للزوجة أو تقول هي له: حلّ عني طلِّقني. أو حِلِّي عني سأطلقك؟ هل هذا ما تريده السعودية مع أميركا؟ على كل أنا لي مآخذ كثيرة على السعودية سواء كمؤسسات أو كاحترام لحقوق الانسان وحقوق المرأة. وفي اعتقادي أن استمرارها على هذه الحال قد يهدد النظام فيها يوماً من الأيام“.
علّقتُ: التيارات الإسلامية المتشددة والجهادية تنتشر هذه الايام في العالم الإسلامي، والسعودية دولة مسلمة وإسلامية، فالوهابية فيها يعتبرها كثيرون تياراً متشدداً. والآن يشهد العالم الإسلامي صراعاً مذهبياً سنّياً – شيعياً. في مرحلة كهذه سيتضامن الشعب السعودي بغالبيته مع الحكم في المملكة لأن العدو الذي يهدِّدهما مخيف لهما معاً. ردَّت: “معك حق، لكن أنا لا أتحدث عن تغيير في السعودية خلال ثلاث أو خمس سنوات وإنما خلال عشر سنوات وما فوق. أي عندما تكفي أميركا نفسها من النفط وعندما تكثر البدائل من النفط السعودي، وعندما تزيد ليبيا والعراق إنتاجهما من النفط، وعندها يصبح سعر برميل النفط 80 دولاراً. هو الآن 120 دولار. هذا الانخفاض يكبِّل الدول المنتجة ويفرض عليها تقليص إنفاقها. ولا بد أن يؤثر ذلك على ولاء شعوبها للأنظمة الحاكمة فيها الذي كان السبب الوحيد له الازدهار المالي. عندما يتقلَّص ذلك سيتحرَّك الناس”. علّقتُ: آخر مرة التقينا قبل سنة اتفقنا أن المنطقة تسير نحو الأسوأ. والآن لا نزال على الاتفاق نفسه. على كل ما عندكِ عن السعودية وقطر ومشكلاتهما وخلافاتهما؟ سألتُ. أجابت: “لا أعرف حقيقة؟ هل لديك أنت فكرة عن ذلك؟ ما أعرفه أن قطر هي عبارة عن عائلة حاكمة و250 ألف مواطن متصلين كلهم بهذه العائلة في شكل أو في آخر. لذلك لا يبدو أن هناك مشكلة داخلية في هذه الدولة الصغيرة. ماذا يحصل بينها وبين السعودية”؟ أجبتُ: الشعبان “وهابيان” إذا جاز التعبير على هذا النحو. وقطر الصغيرة تخاف ربما من سيطرة الشقيق الأكبر. وبعدما صارت غنية جداً ومحمية بقاعدة عسكرية أميركية صارت تحلم بأدوار كبرى في المنطقة.
ماذا في جعبة باحث وناشط يهودي أميركي مؤمن بحل الدولتين للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ومنتقد دائم ليمين إسرائيل وزعيمه نتنياهو بسبب تطرُّفه؟