الكشف عن مخطط ايراني لاغتيال السفير السعودي بواشنطن والرياض تؤكد !!

مازالت كرة الثلج التي انطلقت مع الكشف عن المؤامرة الإيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير والمتهم فيها الاميركي من اصل إيراني منصور أربابسيار، تتدحرج ولا يبدو أنها ستقف عند حد الإدانة الدولية والتنديد.

فقد نقلت «رويترز» عن مصدر ديبلوماسي غربي امس ان الولايات المتحدة بحثت مع السعودية وحلفاء آخرين احتمال إحالة المسألة الى مجلس الأمن الدولي.

لكن إيران رفضت الاتهامات جملة وتفصيلا واعتبرتها «لعبة صبيانية» في هذه الاثناء، قال الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للمخابرات السعودية أمس ان هناك أدلة قوية على أن إيران وراء مخطط لاغتيال سفير السعودية في واشنطن.

وأكد الامير تركي في مؤتمر للصناعة في لندن، «كم الأدلة في القضية هائل ويظهر بوضوح مسؤولية ايرانية رسمية عنه». وأضاف «هذا غير مقبول، لابد أن يدفع أحد في ايران الثمن».

وقال ان هذا الثمن يجب ان يكون بالشروط المقبولة وفقا للاعراف والممارسات المعمول بها في إيران ودول أخرى. ودعا الأمير تركي السلطات الإيرانية الى المساعدة وتقديم المسؤولين عن محاولة الاغتيال للعدالة.

وقال «ايا كان المسؤول عن هذا في الحكومة الإيرانية فإننا نأمل أن تقدمه السلطات الإيرانية للعدالة بغض النظر عن مدى ارتفاع مستوى هذا الشخص».

وأضاف «من الواضح أن هذا عمل.. كيف أصفه؟ إجرامي جدا في نواياه، وضع مؤامرة لاغتيال ممثل دولة في دولة أخرى والاستعانة ببارونات المخدرات وشخصيات أخرى من هذا النوع لتحقيق هذا، هذا يفوق الوصف».

في هذا الوقت نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» عن مصدر مسؤول أن «السعودية تدين وتستنكر بشدة المحاولة الآثمة والشنيعة لاغتيال سفيرها لدى الولايات المتحدة الأميركية، والتي لا تتفق مع القيم والأخلاق الإنسانية السوية ولا مع الأعراف والتقاليد الدولية».

وأشار المصدر الى أن «حكومة السعودية تقدر الجهود التي قامت بها السلطات الأميركية ـ والتي كانت محل متابعة من المملكة ـ في الكشف عن محاولة الاغتيال، وان المملكة ستستمر في اتصالاتها وتنسيقها مع الجهات الأميركية المعنية بخصوص هذه المؤامرة الدنيئة ومن يقف وراءها.

كما أنها في الوقت ذاته تنظر من جانبها في الإجراءات والخطوات الحاسمة التي ستتخذها في هذا الشأن لوقف هذه الأعمال الإجرامية، والتصدي الحازم لأي محاولات لزعزعة استقرار المملكة وتهديد أمنها وإشاعة الفتنة بين شعبها». كما دعت السعودية الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم أمام هذه الأعمال الإرهابية ومحاولات تهديد استقرار الدول والأمن والسلم الدوليين.

من جانبها إيران أرسلت عبر مندوبها الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة محمد خزاعي رسالة احتجاجية إلى السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون أعرب فيها عن غضب بلاده إزاء مزاعم الولايات المتحدة الأميركية بتورط طهران في مخطط لاغتيال السفير السعودي بواشنطن عادل الجبير. وقال خزاعي ـ حسبما نقلت قناة «برس تي في» الإيرانية ـ «إن هذا الاتهام من قبل واشنطن مدفوع باعتبارات سياسية»، مؤكدا أن الأمة الإيرانية تسعى إلى عالم خال من الإرهاب.

بدوره، نفى رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الاتهامات في جلسة علنية للبرلمان مؤكدا الموقف الإيراني الرسمي.

وأضاف قائلا للبرلمان في كلمة بثتها الإذاعة الحكومية على الهواء «هذه المزاعم مبتذلة، إنها لعبة هواة طفولية، نعتقد أن جيراننا في المنطقة يعلمون تماما أن الأميركيين يستخدمون هذه القصة لإفساد علاقتنا بالسعودية». ووصف لاريجاني الاتهامات الأميركية بـ «الواهية والكاذبة والباطلة».

ونسبت وكالة مهر للانباء الى لارجاني قوله ان «الاتهامات الواهية التي اطلقتها أميركا ضد ايران، كاذبة وباطلة وتتسم بالحماقة والهدف منها صرف الانظار عن مشاكلها(أميركا) الداخلية والخارجية».

وقال «لقد قامت الولايات المتحدة بعمل شيطاني واحمق وهذا السيناريو الذي اعدته اميركا بسيط ومضحك ومفبرك».

وقال لاريجاني «لدينا علاقات عادية مع السعودية ولسنا بحاجة الى مثل هذه الاعمال الصبيانية التي تدعيها أميركا والقيام بمثل هذه الاعمال لن تجدي نفعا لأي طرف».

بدوره، صرح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بأن الولايات المتحدة الأميركية سوف تجبر على الاعتذار عن المزاعم التي ساقتها بأن إيران وراء مخطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن.

في غضون ذلك، أعرب الاتحاد الأوروبي عن «القلق الشديد» إزاء الاتهامات الأميركية.

وقالت المتحدثة باسم الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي مايا كوتشيانسيتش في مؤتمر صحافي «اننا نتابع التطورات عن كثب وأحطنا بقلق شديد بهذه المعلومات التي قدمتها وزارة العدل الأميركية فيما يتعلق بالمشاركة المزعومة لإيرانيين اثنين في مؤامرة لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة والتورط المزعوم للحرس الثوري الإيراني».

وأعربت عن ثقتها بأن النظام القضائي الأميركي سيقدم سريعا توضيحا كاملا «لهذا العمل الإجرامي المزعوم، واذا تأكدت حقيقة هذا فانه من شأنه أن يشكل انتهاكا جسيما للقانون الدولي ستترتب عليه تداعيات دولية خطيرة».

إلى ذلك، واصلت واشنطن حشد الرأي العام العالمي ضد طهران وقال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي إن إيران ستحاسب على المؤامرة وأن إدارة الرئيس باراك أوباما تعمل على توحيد الرأي العالمي وراء رد أميركي محتمل.

وقال بايدن لبرنامج «صباح الخير يا أميركا» على قناة «ايه.بي.سي» إنه عمل مشين لابد أن يحاسب الإيرانيون عليه».

وأضاف «أمر مشين مخالف لاحدى الركائز الأساسية التي تتعامل بموجبها الدول مع بعضها بعضا وهو حرمة وسلامة ديبلوماسييها».

وتابع بايدن: إن الإدارة تعمل على توحيد قوى العالم وراء رد عالمي من خلال إظهار للشركاء الدوليين «ما الذي كان يفكر فيه الإيرانيون بالضبط».

وذكر ان الوحدة الدولية امر حيوي «بحيث انه أيا كان الإجراء الذي يتخذ في النهاية سواء عقوبات إضافية -والتي اتخذنا بعضا منها بالفعل- ولم يتم استبعاد أي احتمال، لن يكون الوضع هو أن الولايات المتحدة تقف (وحدها) في مواجهة إيران».

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت إن المخطط الإيراني لاستئجار عصابة مخدرات مكسيكية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، يعتبر تجاوزا للحدود وتماديا من الحكومة الإيرانية في دعم الإرهاب ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى مزيد من العزلة لإيران.

واعتبرت كلينتون أن إحباط المخطط الذي اتهم إيرانيان بالتورط فيه يعد نجاحا باهرا لقوات الأمن الأميركية.

وقبل ذلك، أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالا هاتفيا بالسفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير، حيث أعرب عن تضامن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في مواجهة مؤامرة محاولة اغتيال السفير الجبير والتي تم إحباطها.

وقال بيان صحافي للبيت الأبيض إن أوباما شدد على أن الولايات المتحدة تعتقد أن هذه المؤامرة تمثل انتهاكا صارخا للولايات المتحدة والقانون الدولي، وجدد التزام بلاده بالوفاء بمسؤولياتنا لضمان أمن الديبلوماسيين الذين يخدمون في الولايات المتحدة، كما شدد على الشراكة الوثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

إزاء ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيرا الى المواطنين الأميركيين المسافرين في شتى أنحاء العالم من هجمات انتقامية محتملة بعد ان اتهمت الولايات المتحدة إيران بمساندة مخطط لقتل سفير السعودية في واشنطن. وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية في وقت متأخر أمس الأول على موقعها على الانترنت «تؤكد الحكومة الأميركية ان هذا المخطط المدعوم من إيران لاغتيال السفير السعودي قد يشير الى تركيز أكثر عدوانية من جانب الحكومة الإيرانية على النشاط الإرهابي ضد ديبلوماسيين من دول بعينها ليتضمن هجمات محتملة في الولايات المتحدة»، وذكرت الوزارة ان التحذير قائم حتى 11 يناير عام 2012.

المخطط الإيراني لاغتيال سفير السعودية في أميركا أشبه بسيناريو فيلم درامي مثير

رغم طرح مسؤولي وزارة العدل الأميركية حقائق وملابسات مخطط إرهابي حاكته أياد إيرانية، تظل القصة برمتها أشبه بسيناريو فيلم من إبداع كاتب روايات خيالية.

الرواية تتحدث عن عملاء يتبعون فيلق «القدس» بالحرس الثوري، تعاونوا مع مواطن أميركي- إيراني كي يودعوا مبلغ 1.5 مليون دولار لشخص اعتقدوا أنه ينتمي لإحدى عصابات تهريب المخدرات المكسيكية العنيفة كي ينفذ هجوما. وقال مسؤولون أميركيون إن هدف عملية الاغتيال كان السفير السعودي لدى واشنطن.

جرى اكتشاف المخطط في المكسيك، حيث التقى منصور أربابسيار وهو مواطن أميركي ـ إيراني مع عضو العصابة المكسيكية المزعوم ـ والذي كان «مخبرا سريا» يتبع إدارة مكافحة المخدرات الأميركية في واقع الأمر ـ في مايو الماضي والشهور التالية بحسب المسؤولين الأميركيين.

ألا تبدو التفاصيل أشبه بإحدى حلقات مسلسل «24» التلفزيوني؟.

في حقيقة الأمر نعم، حتى ان مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) روبرت مولر أقر بأن القصة «تبدو وكأنها صفحات من نص أحد أعمال هوليوود». لكنه أضاف أن «التأثير كان سيترك أثرا حقيقيا للغاية وكان من المحتمل أن يودي بحياة كثيرين».

وقال مسؤولون أميركيون إن عميل إدارة مكافحة المخدرات المتنكر في شخصية عضو عصابة تهريب المخدرات، تمكن من إقناع أربابسيار بأنه يحتاج إلى 1.5 مليون دولار له ولأربعة آخرين لا لتنفيذ عملية اغتيال السفير فحسب، بل وسلسلة مهام عنيفة في الولايات المتحدة.

وأضاف المسؤولون أن أربابسيار ناقش الأمر مع غلام شكوري وهو عضو في فيلق «القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، ليحصل على الموافقة على إتمام الصفقة وتحويل مائة ألف دولار لمصرف أميركي كدفعة مقدمة للعملية. وذكرت تقارير أن مسؤولي الهجرة المكسيكيين اعتقلوا أربابسيار في الثامن والعشرين من سبتمبر الماضي.

وقال مسؤولون أميركيون إنهم اعتقلوه في مطار جي.إف.كينيدي الدولي يوم التاسع والعشرين من سبتمبر. اتهمت محكمة اتحادية في نيويورك سيتي كلا من أربابسيار وشكوري الذي لا يزال طليقا، أمس الأول بالتآمر لارتكاب أعمال إرهابية وجرائم أخرى. بريت بارارا مدعي المنطقة الجنوبية بنيويورك، قال إن تفاصيل المؤامرة «مخيفة» حيث كان المتهمون على استعداد فيما يبدو لقتل أعداد كبيرة من الأميركيين الأبرياء. وقال بارارا «عندما أشار المصدر السري إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك مائة أو مائة وخمسين شخصا في المطعم الوهمي الذي قد ينفذ فيه التفجير المطلوب، وقد يكون من بينهم أعضاء في الكونغرس الأميركي، قال المتهم الرئيسي الذي كان يتحرك نيابة عن هيئة حكومية إيرانية.. لا مشكلة.. لا فارق». غير أن بريت بارارا أشار أيضا خلال مؤتمر صحافي عقده في وقت لاحق إلى أن المخطط لم يبلغ مرحلة شراء متفجرات أو التخطيط لهجوم فعلي أو تحديد موقع هجوم.

«العربية»: نجاد العقل المدبّر لمحاولة اغتيال السفير السعودي

أكدت معلومات خاصة بقناة «العربية» أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كان قد أعد فريقا للاغتيالات بالتعاون مع وحدة خاصة في فيلق القدس التابع للحرس الثوري مهمتها تنفيذ اغتيالات في الخارج تطول معارضين إيرانيين بارزين وشخصيات إعلامية وسياسية عربية وأجنبية. وقالت المصادر إن أحمدي نجاد وبعد أزمته الأخيرة مع الأصوليين والمرشد علي خامنئي في إيران، اقترح في اجتماع خاص مع المرشد أن تعود إيران مجددا إلى تنفيذ اغتيالات في الخارج لقلب الطاولة على محاولات تغيير النظام.

وذكرت المصادر أن وحدة الاغتيالات الخاصة بفيلق القدس تبنت تحريك خلايا خاصة منتشرة في العالم، وتجنيد متطوعين جدد لتنفيذ اغتيالات في الخارج في حال تكثفت الضغوط على سورية ـ الحليف الاستراتيجي لإيران ـ لتغيير نظام بشار الأسد.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *