وقالت المجموعة في البيان الختامي لمؤتمرها الذي عقدته الأحد في مدينة اسطنبول التركية وحضر ممثلون عن 83 دولة، إن الرئيس السوري بشار الأسد “لا يملك فرصة قائمة بلا نهاية كي يفي بالتزاماته” لأنان الذي يقوم بمهمة كمبعوث مشترك لكل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وأضاف البيان: “سيتم الحكم على النظام من خلال أفعاله وليس وعوده”، مشيرا إلى تنفيذ خطة أنان للسلام والتي تتألف من ست نقاط وتدعو الجيش السوري لوقف إطلاق النار والانسحاب من المدن والبلدات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن المجتمع الدولي لن يسمح للرئيس السوري بشار الأسد بأن “يسيء استغلال فرصة أخرى”، مؤكدا أن المساعي الحالية لإنهاء الصراع هناك تمثل الفرصة الأخيرة بالنسبة له.
وأضاف متحدثا بعد اجتماع “أصدقاء سوريا” في إسطنبول خلال مؤتمر صحفي أن المجتمع الدولي كان متباطئا بشدة في مواجهة صراع البوسنة في التسعينيات، ويجب أن يتصرف الآن بشكل حاسم ودون تأخير.
وقال أوغلو إن المجلس الوطني السوري هو الممثل الشرعي للشعب السوري، وأضاف “نحن ندعم الميثاق الوطني الذي أعلنه المجلس الوطني السوري”.
وأوضح الوزير بأنه تم الاستماع في المؤتمر إلى شهادات محلية من حمص وحلب عن ما يجري على أرض الواقع في سوريا، مؤكدا على الدعم الكامل لمهمة كوفي أنان بشرط أن يكون لها أجل محدد.
من جهة ثانية، ذكرت مصادر من المؤتمر أن دول مجلس التعاون الخليجي مستعدة لتقديم ملايين الدولارات إلى المجلس الوطني السوري المعارض لدفع رواتب جنود انشقوا عن الجيش السوري للانضمام إلى الجيش السوري الحر المعارض.
من جانبه دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ -المشارك في مؤتمر أصدقاء سوريا- اليوم الحكومة السورية إلى تنفيذ خطة كوفي أنان على وجه السرعة.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يريد أن يرى انتقالاً منظماً للسلطة في سوريا، مضيفا أنه يتم “العمل الآن على تنسيق عقوباتنا معاً وتوجيه رسالة واضحة بأنه لن تكون هناك فترة زمنية غير محددة لتنفيذ خطة أنان”.
وقد بدأت في إسطنبول صباح اليوم أعمال مؤتمر أصدقاء سوريا بمشاركة ممثلين عن أكثر من سبعين دولة وبعض أطراف المعارضة السورية في الخارج، وسط مطالبات من المعارضة باعتراف دولي ودعم للثوار في مواجهة نظام الرئيس الأسد.
وفي كلمته الافتتاحية دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى رسالة واضحة للنظام السوري مؤداها أن “البقاء في الحكم غير ممكن ما دمت تظلم شعبك”.
وطالب أردوغان بعمل موحد من قبل المجتمع الدولي لوقف المذابح في سوريا، وأضاف “علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي”. وحث مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل فيه روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، أي قرار ضد دمشق.
كما ألقى رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني كلمة اتهم فيها النظام السوري بشراء الوقت، وقال إن هذه الأساليب لن تنطلي على أحد.
من جهته انتقد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون ما سماه تردد المجتمع الدولي، وقال إن المحصلة الإجمالية للإطارين العربي والدولي لم تكن في مستوى تصعيد النظام، وقال إن الموقف الدولي شجع النظام على الإمعان في قتل الشعب والحديث عن انتصار مزعوم.
كما قال إنه ينبغي عدم تجاهل الدعم الذي يتلقاه النظام من جهات دولية وإقليمية. وتحدث غليون عن خطوات لتوحيد المعارضة السورية، وقال إن المجلس الوطني يعمل على تنظيم الجيش الحر وتوحيده لحماية المدنيين وحشد دعم المجتمع الدولي والحكومات الصديقة.