اكس خبر- ركض طفل سوري صغير لم يتجاوز الاربع سنوات من العمر في ظهيرة شهر كانون، وراء سيارة فخمة كانت تسير في احدى شوارع بيروت، وراح يدق على زجاج السائق راجيا اياه بأن يُعطيه فقط ثمن منقوشة ليأكلها “لأني بعدني بلا ترويقة لهلأ”.
نظر السائق اليه بازدراء ونهره نهرة ارعبت الطفل وولى راكضا محاولا كرته مع سيارة اخرى، فيما كان عشرات الاطفال زملاء له في المهنة يقومون باستجداء المارة لمساعدتهم قائلين بأنهم جاءوا من سوريا “وما معنا مصاري وما عنا اكل، فساعدونا الله يخليكن”.
فلم يكن يكف لبنان ما يعانيه من ظاهرة التسول حتى شكّل وصول عشرات الاف السوريين الى لبنان رافدا قويا لهذه الظاهرة التي تفاقمت بشكل مخيف في الاشهر الاخيرة.
فأنّى توجهت يُطالعك نساء واطفالا معظمهم من السوريين، يرتدون ملابس بالية ويسيرون بقمصان رقيقة في الشتاء، وممزقة في الصيف من اجل اثارة شفقة الناس.
وكل منهم يدّعي ان الاحداث السورية اجبرته على الهرب ويطلب مساعدة المحسنين.
وقد استفز هذا الامر عدد كبير من اللبنانيين الذين رأوا في هذا العمل، استغلال للاحداث من اجل ممارسة مهنة التسول من قبل اناس قد يكونون اغنى ممن يستجدونهم، وتقف وراءهم عصابة امتهنت هذا العمل من اجل الربح الوفير.
ويقول المواطن اللبناني فادي الذي يروي لاصحابه قصته اليومية مع هؤلاء المتسولين “الله يلعن السوريين واللي جابهم على هالبلد.. نشالله يقتلو بعض ونرتاح منهن”.
نقمة فادي هي نقمة الاف اللبنانيين الذين يجدون انفسهم مضطرين في زحمات السير الى مواصلة الصراخ على المتسولين الذين يأتون افواجا افواج من دون ان يوجد قانون يردعهم عن استغلالهم للناس، او ملاحقة من يمتهن هذه المهنة.