علي حمادة – اقل ما يقال في مشروع قانون الانتخاب المسمى زوراً
بـ” الأرثوذكسي” انه متخلف ورجعي أكثر من قانون 1960 بأشواط وأشواط. ونقول انه سمي بـ” الأرثوذكسي” زوراً لأننا نعرف من هم الذين اقترحوه ورموا به على طاولة المزايدات المسيحية، فهم مجموعة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالنظام السوري وبـ”حزب الله”، وقد اعتمد المشروع في اطار مخاطبة غرائز سطحية يتولى الجنرال ميشال عون اذكاءها بكراهية مخيفة لكل ما هو مسلم مع انه ينهل من “خيرات” الحزب الأكثر دينية في المسرح السياسي اللبناني إلا وهو “حزب الله” المسلم الشيعي.
“قانون التخلف” لاقى يا للأسف، وفي سياقات تكتيكية بين القوى المسيحية، اجتماعاً نادراً لم يسبق ان التقى عليه “كبار المسيحيين”. باختصار اجتمع هؤلاء على العنصرية والتخلف. ولا نستثني أحداً هنا، لا العونيين، ولا “القوات”، ولا الكتائب. وإذا كنا نفهم ان تكون العونية العشبوية مع مشروع كهذا في اطار المزايدة، فإننا لا نفهم ولن نفهم أن يكون أركان فكرة 14 آذار (تذكروا قسم جبران تويني) وان من باب المناورة مع اجماع كهذا نعتبره إهانة لكل لبناني، ولكل استقلالي، ولكل مسيحي قبل ان يكون إهانة للمسلمين بطوائفهم الأساسية.
إنه مهين لكل لبناني. واذا كنا نفهم ان يكون “حزب الله” وتابعيه قد لعبوا لعبة الجنرال عون في سياق المناورات، فنحن لا نفهم ما الذي يرفضونه في قانون 1960، وقد وصفوه بـ”قانون الحرب الأهلية”. ومعلوم ان سياسة “حزب الله” واستراتيجيته تقومان بالتعريف على هدم فكرة لبنان، ومعنى وجوده.
في 2005 سموا القانون المعمول به آنذاك بـ”قانون غازي كنعان”، ونحن نسمي المشروع المسمى بـ” الأرثوذكسي” بأنه “قانون بشار الأسد” (انظروا في هوية من طرحوه السياسية!). من هذا المنطلق رفضنا كإستقلاليين مجرد تأييده ولو من باب المناورة في مواجهة عون، وإلا فما معنى ان ندعي الانتماء الى روح 14 آذار ونؤيد في الوقت نفسه قانوناً تقسيمياً متخلفاً عنصرياً؟
وفي مطلق الأحوال، ومع ان “قانون بشار الأسد” طرح في اطار الحديث عن قانون يؤمن صحة التمثيل المسيحي، فإن المطلوب اليوم هو قيام جبهة وطنية اسلامية – مسيحية لمواجهته مهما كلف الأمر. وان موقف “تيار المستقبل” المعارض للمشروع ومعه الحزب التقدمي الاشتراكي يجب ان يشكل جرس انذار للشركاء المسيحيين في 14 آذار، من ان المناورة مقبولة لكن، ان ندمر “الطائف”، وان نقبل بما يطيح عملياً الدستور نفسه، فهذا لن يحصل، حتى لو جمع “قانون بشار الأسد” أكثرية كافية لاقراره في المجلس النيابي. ان رسالتنا اليوم موجهة الى اركان التحالف الاستقلالي المسيحيين الذين ايدوا المشروع، ومفادها ان مناورة لا تبيح في أي حال الانجرار خلف الموتورين، والمخابراتيين الذين نصبوا لكم فخاً لن يفيد منه سوى “حزب الله” وبشار الأسد. فلنصحح معاً التمثيل المسيحي بالعقل لا بالغريزة والتخلف.