الياس الديري – إلامَ يتطلّع “الإخوان” المصريّون، وماذا يحاولون أن يقولوا ويحقّقوا ويغيّروا، سواء في الداخل المصري أم في نطاق بعض الأقطار العربيّة، وحيث يعمل الألوف من المصريّين في مؤسّسات ووظائف تشمل مختلف الحقول؟
فهم، منذ تمّ لهم ما أرادوا بوصول “رفيقهم” محمد مرسي إلى الرئاسة وتربّعه على عرش “الاتحادية”، في شبه معركة دائمة. مع القضاء حيناً. مع الأحزاب والأطياف الأخرى تارة. مع الصحافة ووسائل الإعلام بصورة عامة طوراً. مع الفنانات والفنانين والصحافيين والكتّاب بين الفينة والأخرى.
ما إن تهدأ عاصفة، حتى يطلقون أخرى أشدّ وقعاً، ومن شأنها إرباك الرئيس محمد مرسي شخصيّاً، مما يضطره إلى التدخّل المباشر للملمة الأحداث والأزمات قبل انتشار ذيولها.
وما يُقال عن الداخل هو غيض من فيض مما يُقال على أكثر من صعيد في الخارج، حيث شرع “الاخوان” يمدّون أيديهم وتدخّلاتهم في بلدان كانت مصر ولا تزال في حال صفاء وتفاهم وتعاون معها… مما أتاح لعشرات الآلاف من المصريّين العمل في مختلف الحقول والوظائف والمؤسّسات.
لكن “الاخوان” على ما يبدو، وعلى ما تنبئ الأحداث والمشكلات التي لم يكن أوّلها ولن يكون آخرها “الحادث الإخواني” الذي شمل عدداً من المصريّين في دولة الإمارات، المكلّفين مهمات تنظيميّة “مشبوهة” جداً، مما اضطر الرئيس المصري إيفاد كبار مستشاريه إلى دولة الإمارات حاملين الرسائل إلى رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد ونائبه الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي… لكنهم ماضون في مخطّطهم.
ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، بل اقتضت التداعيات تدخّل قطر عبْر رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أثناء وجوده في القاهرة حاملاً إلى الرئيس مرسي دعماً مقداره خمسة مليارات دولار… مع التأكيد “ان العلاقات الإماراتية – المصرية قوية وقديمة، وبحكمة القيادتين ستمرّ هذه الامور في القريب العاجل”.
إلا أن المشكلة المعقّدة جداً مع “الإخوان” ليست محصورة في هذا الحادث – المَثَل. فثمة قيادات مصريّة، وأحزاب، وفئات عريقة الحسب والنسب في مصر بدأت تطرح حزمة من الأسئلة عن موقف محمد مرسي مما يحدث في الداخل والخارج، وما إذا كانت قيادة “الاخوان” تتصرّف من عنديّاتها وبمعزل وبمنأى عن رئيس الدولة الذي هو منهم وفيهم ويمثّلهم في الرئاسة وفي السياسة، وفي كل القرارات والخطب والإجراءات.
كما أن القصة ليست كلها هنا أو هناك، أو حتى في تعيين خمسة وزراء من “الاخوان” من أصل عشرة… مع إعطاء الحقائب التي تبيض ذهباً لـ”الاخوان” لا لسواهم.
… بل هي في ما يذاع ويشاع، ومفاده أن القرارات تتخذها قيادة “الاخوان”، وتترك التنفيذ لمرسي.
فإلى أي حد يعكس هذا الكلام واقع الحال؟