إكس خبر- لم يشفع الهجوم الأخير الذي شنّته “جبهة النصرة” فجر السبت الفائت باتجاه موقع متقدم لمقاتلي حزب الله في نقطة المسروب؛ شمال غرب فليطة، مرة أخرى، بتسجيل أي خرق في جدار أداء وتحصينات الحزب في تلك المنطقة، سوى أنه ارتد – على غرار سابقيه – نتائج سلبية دامية في صفوف قياديي “الجبهة”، حاصداً 41 قتيلاً، إضافة إلى وقوع اثنين من أبرز قادتها الميدانيين في القلمون في قبضة مقاتلي الحزب، حسبما أشارت معلومات أمنية وُصفت بالموثوقة. ورغم ضخامة الهجوم الأخير، والمساعدة الخلفية “الإسرائيلية” لـ”النصرة”؛ لوجستياً واستخباراتياً، إلا أن تكتيكات مقاتلي الحزب رسمت خطوطاً حمراء منعت “الجبهة” من تحقيق أهدافها في الداخل اللبناني، خصوصاً في بعض بلدات وقرى البقاع الشمالي، وأكثر من ذلك، ووفق ما سرّب أحد مسؤولي فريق 8 آذار، جهّزت قيادة حزب الله خطة جديدة للمواجهة المقبلة على وقع الكمائن، وصفها خبراء عسكريون استناداً إلى وقائع كيفية صدّ هجوم مقاتلي “النصرة” الأخير، بـ”أخطر تكتيكات الحزب”، والتي ستفاجئ “إسرائيل” و”النصرة” على سواء، على طول السلسلة الشرقية، كما على الحدود اللبنانية الجنوبية، حيث يتابع حزب الله، وعبر رصد دقيق، عبور شحنات الأسلحة الحربية “النوعية” من ضباط “إسرائيليين” إلى قياديين في “جبهة النصرة” في القنيطرة، تحضيراً لتمريرها باتجاه نقاط تماس الحزب في المقلب الآخر في جبل الشيخ، تحديداً في شبعا والعرقوب.
مصادر أمنية متابعة أشارت إلى محاولات مستميتة من قبَل قادة “جبهة النصرة” لتسجيل خرق لافت في جدار خطوط مقاتلي حزب الله المنتشرين على طول الحدود اللبنانية – السورية، بالانقضاض على قرى في منطقة البقاع الشمالي بدعم “إسرائيلي” حثيث، بموازاة تواتر تقارير أمنية روسية لفتت إلى رصد حزب الله لحراك هؤلاء في تلك المنطقة، كما للدعم الخلفي “الإسرائيلي” لهم، كاشفة عن دهشة “أجهزة الاستخبارات الأميركية التي تتابع بدقة كيفية أداء مقاتلي حزب الله في مقارعته للتنظيمات المتشددة، وعمادها النصرة على طول الحدود اللبنانية – السورية، وسلسلة الكمائن “الصادمة” التي ينصبها هؤلاء لعناصر وقياديين تلك التنظيمات”، وإذا اعتبرت أن مقاتلي الحزب أفشلوا حتى الآن هجمات عديدة ضخمة ومباغتة نفذتها “جبهة النصرة” باتجاه مواقعه في السلسلة الشرقية، تجاوز تعداد إحداها 3 آلاف مسلح زُوِّدوا بأسلحة نوعية وصواريخ وقاذفات مضادة للدروع، ومناظير ليلة متطورة، لم تشفع جميعها لإمكانية تحقيق أي نجاح في “غزو بلدات وقرى في البقاع الشمالي، كما هو مخطط الجبهة”، وقد كشفت التقارير نقلاً عن أحد الخبراء العسكريين الإيرانيين، عن وقوع العشرات من قياديي “النصرة” – كما ضباط منشقين انتموا إلى صفوف “الجيش الحر” وفصائل تابعة له – في شباك كمائن مقاتلي حزب الله، وآخرهم اثنان من قادة الهجوم الأخير على نقطة المسروب، أحدهما بمنزلة صيد ثمين.
وفي وقت نقل موقع “ولاه” (العبري) عن خبراء عسكريين “إسرائيليين” إشارتهم إلى أن قادة تل أبيب يعوّلون على عدم المبادرة بحرب مباشرة مع حزب الله، واستبدالها بدعم قوي بـ”المتمردين” في سورية، وفي مقدمتهم مقاتلوا “جبهة النصرة”، كشف موقع “دبكا فايف” الاستخباري “الإسرائيلي”، عن معدات عسكرية نوعية أرسلتها “إسرائيل” إلى قادة “جبهة النصرة” في سورية، تمّ تأمين قسم كبير منها إلى مقاتليها في القلمون، لمواجهة أكثر فاعلية مع حزب الله، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الجيش “الإسرائيلي” رفد مجموعات تلك “الجبهة” في ريف القنيطرة السورية بأسلحة ثقيلة وقاذفات مضادة للدروع ووسائل اتصال متطورة، من ضمن خطة مشتركة بين الولايات المتحدة والأردن والسعودية باتجاه الجنوب السوري تحديداً، ربطاً بخروقات أمنية هامة قادمة إلى مناطق شبعا والعرقوب، حسب إشارة الموقع.. معلومات أعقبت ما كانت مجلة “le canald encsaine” الفرنسية قد أشارت إليه في شهر أيلول الفائت، ومفاده أن تل أبيب تسعى بقوة إلى نقل المواجهات باتجاه مناطق جبل الشيخ، كاشفة أن سيطرة “النصرة” على ريف القنيطرة يأتي ضمن سياق الخطة “الإسرائيلية” الهادفة إلى تهديد شبعا والعرقوب، والوصول إلى جرود راشيا ودير العشاير القريبة من المصنع والبقاع.
في المحصلة، وعلى وقع رصد حزب الله لبلدة “بيت جارو”، التي تبعد 6 كيلومترات عن شبعا، وتُعدّ نقطة تجمع هامة للمسلحين، كما بإخضاعه كامل الحدود الجنوبية المتاخمة لفلسطين المحتلة لرقابة مركّزة، تحسُّباً لأي خرق أو اعتداء “إسرائيلي” باتجاه الجنوب، حريٌّ التذكير بما كشفه موقعا “nrg” و”مكور ريشون” العبرييْن منتصف الشهر الفائت، ومفاده أن الاحتمالات كبيرة بوقوع مواجهة قاسية بين “إسرائيل” وحزب الله في العام 2015، وهو أمر يتحسب له الحزب جيداً في سياق حربه التاريخية مع الكيان العبري، وجماعاته التكفيرية.
الكاتب: ماجدة الحاج