نصرالله يدعو للتظاهر في لبنان: لقرار دولي يجرّم الإساءة للأديان

وقال  “ألا يستحق المسلمون أتباع ديانة سماوية عظيمة لهم هذه المكانة والحضور أن يصدر  بحقهم قانونا من هذا النوع”، مشددا على ان “الامر الاهم اليوم هو العمل لمنع تكرار هذا العدوان على المقدسات في المستقبل”.

ولفت نصرالله الى ان الدقائق القليلة التي عرضت لفيلم يسيء الى النبي محمد اكدت وجود اساءة لعرض النبي وللنبي وللقرآن الكريم وللإسلام كدين، مشيرا الى ان هذا المستوى من الاساءة هو كبير جدا ولم يسبق له مثيل، معتبرا ان ما نحن فيه الآن كبير وخطر والاسوأ ايضا هو اصرار المواقع التي تنشر المشاهد على مواصلة نشرها.

ورأى ان ما حصل هو أخطر من حادثة احراق المسجد الاقصى عام ١٩٦٩، لافتا الى ان “السكوت عن حجم الاساءة لرسول الله هو خطر، والامة التي تسكت عن هذه الاساءة تعطي رسالة الى اسرائيل بأنه يمكنها احراق المسجد الاقصى”.

واعتبر ان “الجاليات والجمعيات الاسلامية عليها واجب ديني واخلاقي ومسؤولية تاريخية كبيرة جدا فهي تستطيع ان تلعب دورا كبيرا وضاغطا للحصول على التزامات باصدار قانون من هذا النوع او الحصول على التزامات من الاحزاب الاميركية وهم على باب الانتخابات الرئاسية”.

وأكد ان ما يحصل اليوم يستحق دعوة طارئة لمنظمة المؤتمر الاسلامي “لان نبيكم هو الذي يعتدى عليه ودينكم الذي يعتدى عليه”.

ولفت السيد نصرالله الى اننا “امة تملك الكثير من الامكانات ويجب ان نُفهم العالم ان هذه الامة لن تسكت عن الاساءة لنبيها”، مشددا على انه “لا يكفي ان نعبر عن غضبنا بالتظاهر امام السفارات الاميركية هنا وهناك بل يجب ان نضغط على دولنا لتضغط بدورها على الادارة الاميركية بضرورة ان يحترم نبينا وديننا”

وناشد نصرالله الحكومة العراقية (بصفة ان العراق يترأس جامعة الدول العربية) بدعوة لجلسة طارئة لمجلس الجامعة العربية لتجريم الاساءة الى الكتب السماوية.

واذ أشار الى انه في لبنان قدمنا نموذجا على الوحدة ومنع الفتنة، اكد ان لبنان بلد التعايش الاسلامي المسيحي يمكنه ان يلعب دورا خاصا وأكبر من حجمه في اطار ما حصل.

ودعا نصرالله الحكومة اللبنانية الى ان تتخذ موقفا حاسما في هذا الاطار، مشيرا الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري له تجربة في التعاطي مع البرلمانات العربية ويستطيع أن يلعب دورا كبيرا على هذا الصعيد.

وعلى المستوى الشعبي، شدد السيد نصرالله على وجوب أن تستمر المطالبة الشعبية بمنع نشر المقاطع ومنع نشر الفيلم كاملا ومحاسبة المسؤولين من خلال تحركات شعبية وتظاهرات ووقفات احتجاجية.

وشرح السيد نصرالله الى ان تأخير التظاهر على “الفيلم” في لبنان “بسبب الايام الاستثنائية التي كانت تشهد زيارة البابا الى لبنان وخشية من ان يتم استغلالها لاهداف اخرى”.

وقال “قررنا ان يوم الاثنين هو بداية تحرك ودعوتنا غدا للتظاهر في الضاحية عند الساعة الخامسة هو جزء من تحرك ليستكمل في كل المناطق”، داعيا الى التظاهر في مدينة صور الاربعاء، وفي بعلبك الجمعة وفي بنت جبيل السبت وفي الهرمل الاحد.

ولفت نصرالله الى ان “أميركا تقدم شاهدا جديدا على نفاقها وخداعها وعلى ازدواجية المعايير في التعاطي مع القضايا ولدينا الكثير من الشواهد على محاكمة ومحاسبة شخصيات فكرية واعلامية وجمعيات مؤسسات وموظفين رسميين في القطاع الخاص ودول ومؤتمرات بسبب الاتجاه الفكري فقط لانهم يأخذون موقف من الحركة الصهيونية ويشككون في مسألة الهولوكست”.

وأشار الى ان احد الاهداف الخطيرة للفيلم هو ايقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين “وهذا من الاهداف الثابتة”.

ورأى السيد حسن نصرالله انه بسبب طريقة تعاطي القادة الروحيين والسياسيين مع هذا النوع من الاحداث انصب غضب الشعوب العربية على سياسات الولايات المتحدة وليس على المسيحيين من نسب اليهم الفيلم المسيء كما قيل في الاعلام.

ولفت الى انه تم اتهام أقباط مسيحيون مصريون لتأجيج الصراع الطائفي في مصر الا ان مسارعة قادة مسيحيين وفي مقدمهم البطاركة الكبار الى ادانة الفيلم المسي كان له الاثر الحاسم في تعطيل هذا الهدف.