مهازل الانتخابات العراقية

إكس خبر- انطلقت قبل ايام الحملات الانتخابية العراقية وعلق المرشحون صورهم في كل مكان، حتى المقابر. ليس هذا غريباً اذا ما قورن بالمهازل الأخرى التي يرتكبها المرشحون رجالاً ونساء.

 

يكفي ان يمر المرء في اي شارع من شوارع بغداد ليشاهد لافتات كثيرة تحمل صور المرشحين وأسماء أحزابهم وبعض الشعارات التي تدعو الناخبين لاختيارهم. وما يثير الحزن والغضب معاً ان هؤلاء المرشحين، قدامى وجدداً، يستهينون بالعقل العراقي والثقافة العراقية بصلافة غير مسبوقة.

 

احدهم كتب على لافتته الانتخابية، وهو يقسم على ذلك، انه مكلف من الرسول محمد بالترشح، يقابله مرشح آخر اعتنق الإسلام وترك دينه المسيحي كي ينتخبه المسلمون بعدما غادر المسيحيون العراقيون بلاد الرافدين هرباً من البطش والطائفية.

 

اما النساء المصونات اللواتي علقن لافتاتهن فمن اكثر المهازل في تاريخ بلدنا المنكوب. مرشحة بدل ان تضع صورتها على اللافتة قامت بوضع صورة زوجها، وأخرى وضعت صورة شيخ عشيرتها. وهؤلاء بعد فوزهن لن يجلسن في مبنى البرلمان لتقرير مصير العراق، بل سيعملن عبر الهاتف الخليوي لأن الجلوس مع الرجال الأغراب حرام!

 

شيوخ العشائر لهم حصة كبيرة من المهازل، بالشعارات الغبية على لافتاتهم الكبيرة جداً بأخطائها اللغوية وعباراتها الساذجة. انها فوضى تستخف بكل شيء، خصوصاً بالمواطن العراقي الذي وجد نفسه اعزل وعرضة للمزايدات.

 

من المهازل الأخرى ان الكثير من المرشحين قصدوا السحرة والمشعوذين كي تحبهم الناس وتنتخبهم، مسرفين آلاف الدولارات التي حصلوا عليها بطريقة غير شرعية. وعود المرشحين التافهة توحي بأن العراق بلد من دين واحد وطائفة واحدة ولا وجود لبقية الأديان والطوائف. هكذا فعلت نائبة سابقة عبر إحدى القنوات التلفزيونية بقولها: «اذا قتل سبعة من الشيعة ينبغي ان يقتل سبعة من السنة»!

 

المعممون أول ما فعلوه أنهم أفتوا بتحريم انتخاب العلمانيين لأنهم يفهمون الديموقراطية كما تعلموها في بلدان الجوار، والعلماني كافر لا يصلح ان يكون قائداً في بلد مسلم. بعض هؤلاء لم يكتف بتعليمات وأوامر أسياده، بل تبنى حتى شعاراتهم وخططهم التي تريد للعراق غارقاً في الخرافة.

 

كثيرات من المرشحات وضعن صورهن بالنقاب، وهذه مهزلة اقل إضحاكاً من اللواتي وضعن صور أزواجهن. لكنْ بدل ان يعدن الناس بتحسين الخدمات والأمن تعد واحدة منهن بأنها ستجعل العوائل العراقية تزور «السيد محمد كل أسبوع»!

 

الغباء عند المرشحين درجات ايضاً. فمنهم من يوجه خطابه الى طائفة دون أخرى او يضع صورة توحي انه من هذه الطائفة لا تلك. أما ذكر العراق فيختفي كلياً.

 

والمرشحون الجدد بدأوا يقلدون زملاءهم القدامى بتوزيعهم البطانيات والهدايا على الفقراء وغير الفقراء من الناخبين. لكن صلافة العين ان يقوم بعضهم باصطحاب الناس الى المراقد المقدسة ويطالبونهم بالقسم على انتخابهم.

 

وكما حدث في الانتخابات السابقة فرد الشارع على هذه المهازل هو السخرية المريرة التي باتت تُطلَق على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمجلات. اما الأموال التي يصرفها المرشحون وأغلبها من المال العام، فمسؤولو الحكومة لا يتورعون في التصرف بها لأغراض أخرى وعلناً بلا خوف أو رادع. مسؤول مرشح لم يتوان عن استخدام إمكانات الدولة في حملته فيما العراقيون ينتظرون إطلاق الموازنة التي من دونها تتعطل حياتهم تماماً.

 

لن يكون هناك اي تغيير في هذه الانتخابات من حيث المبدأ طالما ان العراق الأميركي يراد له ان يبقى هكذا، رهينة بيد دول الجوار.

 

 

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *