واستفاق اللبنانيون اليوم على تطمينات من القادة الأمنيين ووعود بعدم حصول أي شغب خلال وبعد التظاهرتين.
وتمثّلت التظاهرة الأولى بدعوة من الشيخ السلفي أحمد الأسير لأنصاره ومحبيه للنزول الى وسط بيروت دعما للشعب السوري وثورته المجيدة, فجاء الرد سريعا من أتباع النظام السوري بدعوة مضادة قال عنها الكثيرون أنها “كيدية” للنزول أيضا الى نفس الساحة الأولى والتظاهر دعما لبشار الأسد من قبل حزب البعث في لبنان.
وبالمقابل, فقد تبرأت الاحزاب اللبنانية من تظاهرة السلفيين وعلى رأسها تيار المستقبل والجماعة الاسلامية, كما تبرأ كل من حزب الله وحركة أمل من تظاهرة حزب البعث.وقام على الإثر, كل من الجيش اللبناني وقوات الأمن الداخلي بوضع حواجز مقسّمين بذلك ساحة وسط بيروت الى ساحتين من خلال الحواجز الشائكة وانتشار غير مسيوق لرجال الأمن.
وانطلقت مواكب ضخمة من صيدا جنوب لبنان وطرابلس الشمال زحفا نحو وسط بيروت حيث بدأت التظاهرة قرابة الواحدة ظهرا وبجمع حاشد للسلفيين تقدّر عدده بحوالي الألفي شخص.
في المقابل, تأخر وصول أنصار حزب البعث في لبنان فكانت تظاهرة خجولة لهم قدّرت أعدادها بالعشرات تخللها رقص وأغان شعبية وحزبية ورفع خلالها البعثيون صورا لبشار الأسد وركعوا سجّدا أمامها في منظر التقطته كاميرات وسائل الاعلام كافة.
وبدأت التظاهرة الكبرى الداعمة للثورة السورية بمفاجأة فجّرها حضور الفنان فضل شاكر وإنشاده أنشودة ثورية داعمة للشعب السوري طلب من خلالها الرحمة للشهداء الأبرار والعزة للثوار وفك الحصار.
وأتبعت كلمة شاكر, كلمة لصاحب الدعوة للتظاهر, الشيخ السلفي أحمد الأسير, فطمأن فيها ثوار سوريا وأكد وقوف مسلمي لبنان وسلفييه الى جانب الثورة بوجه الطاغية الأسد. كما أكد على لحمة الاخوة في لبنان والعالم وانفتاحه على المسيحيين الذين طالبهم بالبقاء بالوطن الواحد والعيش المشترك.
كما تخللت كلمة الشيخ الأسير مقاطعات كثيرة لأنصاره استهلوها بترداد شعائر الموت لاسرائيل, والصلاة على الرسول محمد, والوعد بالثأر من قتلة الأبرياء, وشعارات مقتبسة من الثورة السورية.
يذكر أن أنصار حزب البعث قاموا خلال تظاهرتهم المتواضعة بحرق صورة للنائب الدرزي وليد جنبلاط والذي طالب صراحة بإقالة الأسد ووقوفه وحزبه الى جانب الثوار, كما رفعوا صورة أخرى لجنبلاط مشبّهينه فيها بأحد قادة الصهاينة.
هذا ولم يتخلل المشهدان المتناقضان في ساحة الشهداء وسط بيروت أي إشكالات أمنية حسبما جاء من وزير الداخلية مروان شربل الذي جال على التظاهرتين بنفسه مشيا على الأقدام وبمؤازرة أمنية مشددة.