ووسط فرحة عمت الفلسطينيين الذين نظموا مسيرات مؤيدة حاشدة في عدة دول، قال عباس «جئتكم اليوم من الارض المقدسة ارض الرسالات السماوية لأتحدث باسم ابناء الشعب الفلسطيني لأقول بعد 63 عاما من عذابات النكبة المستمرة كفى كفى آن الآوان ان ينال الشعب الفلسطيني حريته وحان الوقت لتنتهي محنة ملايين اللاجئين وان ينالوا حقوقهم، وفي وقت تؤكد الشعوب العربية سعيها للديموقراطية فيما عرف بالربيع العربي فقد دقت ايضا ساعة الربيع الفلسطيني.. ساعة الاستقلال».
وفي اشارة الى الدول الرافضة للاعتراف بالدولة الفلسطينية لاسيما اسرائيل والفيتو الاميركي الذي يتربص بالتصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية قال: «لا اعتقد ان احدا لديه ذرة ضمير يمكنه ان يرفض حصولنا على عضوية كاملة بالامم المتحدة بل وعلى دولة مستقلة».
وفيما رجت قاعة الجمعية العامة بالتصفيق الحار لكلمة عباس عدة مرات باستثناء الوفدين الاميركي والاسرائيلي قال عباس «نمد ايادينا للشعب الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية لصنع السلام واقول لهم دعونا نصنع مستقبلا لاطفالنا ينعمون فيه بالأمن والاستقرار دعونا نبني علاقة التعاون الندية بين دولتين متجاورتين بدلا من الاحتلال والحروب والغاء الآخر».
وعلى الفور دعت الولايات المتحدة عباس للعودة الى «المفاوضات المباشرة» مع اسرائيل.
وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس في رسالة على موقع تويتر تم بثها بعد لقاء عباس والامين العام للامم المتحدة بان كي مون «بعد ان تنتهي الخطب، سيتعين علينا ان نقر جميعا بان السبيل الوحيد نحو اقامة دولة يمر عبر المفاوضات المباشرة، لا عبر طرق مختصرة».
من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان خطاب الرئيس الفلسطيني في الامم المتحدة جاء «فارغ المضمون» بسبب تمسكه بخيار التفاوض مع اسرائيل.
في المقابل، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لقاء في نيويورك لاستئناف المفاوضات المباشرة، لافتا الى ان «اسرائيل مدت يدها لجميع شعوب المنطقة وبشكل خاص الشعب الفلسطيني»!
وأشار خلال كلمة له أمام الجمعية العمومية في الأمم المتحدة في نيويورك الى ان «اسرائيل تريد السلام عن طريق المفاوضات المباشرة وليس الأمم المتحدة، والفلسطينيون يريدون دولة من دون سلام»!
خطاب تاريخي
وفي تفاصيل كلمته التاريخية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أبو مازن أن قبول عضوية فلسطين بالأمم المتحدة اكبر اسهام بإحلال السلام في العالم اجمع، وقال «احمل رسالة شعب فخور فلسطين تبعث من جديد فلتكن كل شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني وهو ماض بطريقه نحو الاستقلال».
ووسط احتفالات عمت الأراضي الفلسطينية لاسيما الضفة وباقي دول الشتات قال «اود إبلاغكم انني وقبل إلقاء هذه الكلمة تقدمت بصفتي كرئيس لدولة فلسطين ورئيس منظمة التحرير الى بان كي مون بطلب انضمام فلسطين على حدود 4 يونيو 1976 وعاصمتها القدس دولة كاملة العضوية الى الأمم المتحدة، واطلب العمل السريع للبت بهذا الأمر وادعو للتصويت لصالح هذا الأمر والدول التي لم تعترف بفلسطين بالقيام بذلك، دعم هذا المطلب يعني الانتصار للحق والعدالة ويقدم دعما هائلا للسلام وتعزيزا لفرص نجاح المفاوضات».
وقدر الرئيس الفلسطيني «مواقف جميع الدول التي أيدت نضالنا وحقوقنا والدول التي رفعت مستوى التمثيل الفلسطيني وأحيي الأمين العام بان كي مون الذي قال قبل ايام كلمة حق ان الدولة الفلسطينية كانت يجب ان تقوم قبل سنوات، هذه المواقف المساندة ثمينة لنا بأكثر مما تتخيلون كونها تشعر شعبنا بأن هناك من يصغي الى روايته ولا يحاول ان ينسى نكبته وتشحنه بالأمل النابع من الإيمان وفقدان الأمل أعدى أعداء السلام، حان الوقت ليعيش الشعب الفلسطيني كبقية شعوب الأرض حرا فوق ارض وطنه سيدا مستقلا.
وشدد عباس على أنه «حان الوقت لأن يتمكن رجالنا ونساؤنا وأطفالنا من ان يعيشوا حياة طبيعية، وان يتمكن التلاميذ من الذهاب الى مدارسهم دون حواجز وان يتمكن المرضى من الوصول الى المستشفيات، حان الوقت لينطلق آلاف من أسرى الحرية الى أسرهم، شعبي يؤمن بما قاله شاعرنا محمود درويش: واقفون هنا قاعدون هنا دائمون هنا خالدون هنا ولنا هدف واحد ان نكون وسنكون».
وأضاف: ووسط تصفيق حار من المتتبعين في الخارج والحاضرين في قاعة المنظمة الدولية، قال عباس «جئتكم اليوم من الأرض المقدسة ارض الرسالات السماوية لأتحدث باسم أبناء الشعب الفلسطيني لأقول بعد 63 عاما من عذابات النكبة المستمرة كفى كفى آن الأوان ان ينال الشعب الفلسطيني حريته وحان الوقت لتنتهي محنة ملايين اللاجئين وان ينالوا حقوقهم، وفي وقت تؤكد الشعوب العربية سعيها للديموقراطية فيما عرف بالربيع العربي فقد دقت ايضا ساعة الربيع الفلسطيني ساعة الاستقلال».
ووصف ابومازن اللحظة بأنها «لحظة الحقيقة وشعبنا ينتظر ان يسمع الجواب من العالم فهل يسمح لإسرائيل ان تواصل آخر احتلال في العالم؟ وهل يسمح لها ان تبقى دولة فوق القانون والمحاسبة وان تواصل رفض قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحاكم الدولية؟ جوهر الأزمة في منطقتنا بالغ البساطة وهو اما ان هناك من يعتقد اننا شعب فائض عن الحاجة واما ان هناك دولة ناقصة ينبغي المسارعة الى اقامتها».
وأرجع عباس الخطوة الى انه «لم يعد بالإمكان معالجة انسداد أفق مفاوضات السلام بنفس الوسائل السابقة، الأزمة اشد عمقا من ان يتم الالتفاف عليها وليس بالإمكان ان نعاود لمزاولة العمل كما المعتاد ومن غير المجدي الذهاب الى مفاوضات بلا مرجعية واضحة وبرنامج زمني محدد ولا معنى للمفاوضات بظل استمرار جيش الاحتلال بتعزيز احتلاله ومحاولة تغيير الديمغرافية».
وفي اشارة الى الدول الرافضة للاعتراف بالدولة الفلسطينية لاسيما اسرائيل وأميركا التي تهدد باستخدام حق النقض الڤيتو لتقويض الاعتراف بالدولة قال: «لا اعتقد ان احدا لديه ذرة ضمير يمكنه ان يرفض حصولنا على عضوية كاملة بالأمم المتحدة بل وعلى دولة مستقلة».
وشدد على ان إعلان الدولة لا يعني التخلي عن عملية السلام وقال «نمد ايادينا للشعب الإسرائيلي والحكومة الاسرائيلية لصنع السلام واقول لهم دعونا نصنع مستقبلا لأطفالنا ينعمون به بالأمن والاستقرار دعونا نبني علاقة التعاون الندية بين دولتين متجاورتين بدلا من الاحتلال والحروب وإلغاء الآخر».
وأضاف: عندما نأتي بقضيتنا الى هذا المنبر فهو تأكيد على اعتمادنا للخيار السياسي والديبلوماسي واننا لا نستهدف عزل اسرائيل ولا نستهدف سوى نزع الشرعية عن الاستيطان والاحتلال.
وأكد على «تمسك منظمة التحرير والشعب برفض العنف وجميع أشكال الإرهاب خاصة ارهاب الدولة والمستوطنين والتمسك بخيار التفاوض للتوصل الى حل دائم للصراع، وأعلن استعداد المنظمة للعودة الى طاولة المفاوضات وفق مرجعية معتمدة ووقف شامل للاستيطان، شعبنا سيواصل مقاومته الشعبية السلمية للاحتلال الاسرائيلي وسياسات الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري ويحظى بمقاومته المتوافقة مع القانون الدولي بدعم نشطاء السلام المتضامنين من اسرائيل وكل العالم مقدما نموذجا لقوة الشعب الأعزل الا من حلمه وشجاعته وهتافاته في وجه الرصاص».
وأكد باسم منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتي ستبقى كذلك على ما يلي: هدف الشعب الفلسطيني بإحقاق حقوقه بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس فوق اراضي الضفة وغزة التي احتلتها اسرائيل عام 1967 والتوصل لحل عادل للاجئين وفق القرار 194، انجاز هذا السلام المنشود يتطلب اطلاق اسرى الحرية في السجون الاسرائيلية كافة.
واستذكر عباس خطوات الرئيس الراحل ياسر عرفات وقال «في العام 1974 جاء الى هذه القاعة قائدنا الراحل ياسر عرفات وأكد لأعضاء الجمعية العامة سعينا الأكيد نحو السلام مناشدا الأمم المتحدة إحقاق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني قائلا لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، وفي العام 88 خاطب عرفات الجمعية العامة حيث طرح برنامج السلام الفلسطيني وعندما اعتمدنا ذلك البرنامج كنا نقدم على خطوة مؤلمة لنا جميعا وخاصة للذين اجبروا على ترك منازلهم وقراهم الى مخيمات الشتات عام 1948، في واحدة من ابشع عمليات الاستئصال لمجتمع ناشط كان يساهم بنهضة للشرق، ولكن ولأننا نؤمن بالسلام ونحرص على التواؤم مع الشرعية الدولية وفي ظل غياب العدل المطلق اعتمدنا طريق العدل النسبي الممكن القادر على تصحيح جانب من الظلم الفادح بحق شعبنا فصادقنا على اقامة دولة فلسطين على 22% فقط من اراضي دولة فلسطين التاريخية، وكنا نقدم تنازلا هائلا لتحقيق التسوية التاريخية لصنع السلام وفي السنوات التي تلت ثابرنا على التعاطي مع كل مساعي التقدم نحو سلام دائم وكانت كل مبادرة ومؤتمر وجولة تفاوض جديدة وتحرك يتحرك على صخرة التوسع الاستيطاني الاسرائيلي».
وحمل سياسة الاحتلال المسؤولية عن فشل محاولات إنقاذ المفاوضات وقال هذه السياسة ستسقط فرص قيام الدولتين، وهذه السياسة الاستيطانية تهدد بتقويض وضرب بنيان السلطة الفلسطينية وانهاء وجودها، وبتنا نواجه بشروط جديدة لم تطرح سابقا شروط تؤدي لتحويل الصراع الى ديني وتهدد مستقبل مليون ونصف مليون من الفلسطينيين من سكان الاراضي الاسرائيلية، ما تقوم به اسرائيل سلسلة خطوات لتعزيز الاحتلال واعادة سلطة الاحتلال المدنية والعسكرية في الضفة الغربية وهي التي تقرر مصادرة ارضنا ومياهنا وعرقلة مرورنا ومصيرنا كله».