عون «الرجل الذهب».. مرشَّح حزب الله لرئاسة الجمهورية

إكس خبر- يستطيع الجنرال ميشال عون القول بكل ثقة « انا الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية » الا اذا… يحق له الاستناد في طرح هذا الشعار الى دعم «حزب الله» المطلق له لحظة اعلانه ترشحه للرئاسة… لا يحتاج موقف الحزب الى اي تفسير ، ووفقا لقياداته ، فان الالتزام بعون مرشحا وحيدا للرئاسة قرار محسوم ومسالة غير خاضعة للنقاش ابدا، فما يجمعنا بالجنرال تحالف استراتيجي راسخ وثابت اكبر بكثير من موضوع رئاسة الجمهورية.

من هنا ، لا تخفي قيادات الحزب حماستها لايصال عون الى كرسي بعبدا ، وتعلن بالفم الملآن انها لن توفر اي جهد لتحقيق رغبة حليفها الاستراتيجي الذي ترى فيه المواصفات الملائمة لرئاسة الجمهورية… اما البرهان فهو خوض المعركة الرئاسية جنبا الى جنب مع الجنرال في كل مراحلها ، من دعمه كمرشح الحزب الاوحد للرئاسة وصولا الى التصويت له في مجلس النواب بغض النظر عن اي مسالة اخرى.

يعلم عون في قرارة نفسه ان «حزب الله» ما زال يحفظ له الجميل.. الرجل « الذهب» كما تردد قيادات الحزب دوما يستحق الوصول الى بعبدا ، فرصته موجودة من ضمن فرص متعددة الا ان المجال امام عون مفتوح اكثر لاسباب مختلفة ليس اقلها دعمه داخليا وخارجيا من قبل محور وازن يتعاطى معه كقطب اساسي ضمن توليفة 8 آذار وليس كمجرد تابع او موظف على غرار موارنة الفريق الاخر.

لكن هذا لا يلغي مقاربة «حزب الله» لملف الانتخابات الرئاسية من دون مغالاة في التوقعات وحسم مصير عون… صحيح ان ارتفاع اسهم الجنرال الرئاسية يستند الى معطيات اقليمية ودولية وعربية الا ان ذلك لا يعني عدم وجود مرشحين اخرين بارزين وغير بارزين قد يكون الحظ حليفهم في مرحلة ما.. اما الترجمة العملية لهذا الكلام فلا تحتمل اكثر من تفسير « وصول الجنرال الى الرئاسة الاولى ليس موضوعا خاضعا لرغبات وتمنيات قوى 14 او حتى 8 آذار »، فانضاج الطبخة الرئاسية محلي بشكل ضيق جدا وخاضع في المقابل لتوازنات اقليمية ودولية قد تسمح بوصول عون الى الرئاسة وقد لا تسمح.

وفي السياق ، يجب الاشارة ايضا الى اننا ما زلنا في المرحلة الاولى من مناورات رئاسة الجمهورية ، وتسريب الفريق الاخر كلام مفاده رفض السعودية والولايات المتحدة وصول الجنرال الى الرئاسة الاولى مسالة غير دقيقة لان بعض الداخل اللبناني لا يعرف حقيقة القرار ، وللتذكير فقط فان موضوع تشكيل حكومة جامعة والاتفاق على بيانها الوزاري كان في مفهوم هذا البعض من المستحيلات في ظل الظروف والمعطيات القائمة ، ليصبح هذا المستحيل واقعا ملموسا بعد ان اتخذ القرار الاقليمي بذلك وهذا ان دل على شيء فهو استحالة حسم اي طرف للملف الرئاسي في لبنان واستباق النتيجة منذ الآن.