شارك حشد كبير جاب شوارع طهران في تشييع روشن بعد صلاة الجمعة التي أمّها آية الله محمد امامي كاشاني. ورفع أشخاص صوراً للرئيس الأميركي باراك اوباما كتب عليها “ارهابي”. وقتل العالم مع سائقه الأربعاء في انفجار قنبلة لصقت بسيارته في قلب العاصمة.
وجاء في برقية تعزية بعث بها خامنئي إلى أسرته ان “هذا الاغتيال الجبان الذي لن يتجرأ مرتكبوه على الاقرار بمسؤوليتهم فيه، ارتكب على غرار الجرائم الاخرى بتخطيط او دعم (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السي آي إي و(الاستخبارات الاسرائيلية) الموساد”.
من جهة أخرى، تعهد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي انهى بالاكوادور جولة في أميركا اللاتينية، أن “تقاوم” بلاده ضغوط الغرب و”إهاناته” في شأن برنامجها النووي.
ورأى أن “الملف النووي ذريعة سياسية. الكل يعلم أن ايران لا تسعى الى صنع قنابل نووية. المشكلة التي تطرحها ايران ليس برنامجها النووي بل تقدمها واستقلاليتها”.
وتساءل رئيس تحرير صحيفة “كيهان” المحافظة حسين شريعت مداري لماذا لم تبادر طهران إلى الرد بقصف اسرائيل. ونقل موقع “إيرانوك” المستقل على شبكة الانترنت عن مسؤول أمني أن السلطات تحضر لرد يستهدف الغرب، وأن ذلك قد يشمل تنفيذ عمليات اغتيال في الخارج. وأضاف: “الاستخبارات الإيرانية في موقع جيد جداً لتنفيذ عمليات سريعة رداً على الاغتيالات التي نفذتها الاستخبارات الغربية. الرد الإيراني سيكون خارج الحدود وخارج المنطقة. وذلك انطلاقاً من مبدأ أن أحدا ممن أمروا (بالاغتيالات) أو نفذوها يجب ألا يشعر أنه بمأمن في أي جهة من العالم”.
وكان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس أكد انه ليس على علم بضلوع محتمل لبلاده في الاغتيال. واكتفى الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ييغال بالمور بالقول إن “اسرائيل لا تعلق على القضايا المرتبطة بالأمن”.
أما وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا فقال لجنود في تكساس: “لدينا بعض الأفكار عمن هو وراء” الاغتيال، لكن واشنطن تجهل من نفذه وليست متورطة فيه.
في غضون ذلك، نشرت صحيفة “النيويورك تايمس” أن الولايات المتحدة استخدمت قناة اتصال سرية لتحذير خامنئي من إقفال مضيق هرمز. ونقلت عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم أن البيت الابيض اتصل بخامنئي محذراً إياه من أن أي اقفال محتمل لهرمز سيؤول الى رد اميركي.
ولم يدل المسؤولون بتفاصيل عن القناة السرية المستخدمة، واكتفوا بالاشارة الى انها غير الوسيلة المعتادة التي تستخدمها واشنطن للتواصل مع طهران، أي السفارة السويسرية التي ترعى مصالحها. كما لم يوضحوا ما إذا كان هناك رد إيراني.
ونقلت الصحيفة عن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي ان “الولايات المتحدة ستتخذ إجراء مضاداً وتعيد فتح مضيق هرمز في حال إقفاله”، الأمر الذي يمكن تحقيقه بالوسائل العسكرية، ومنها كاسحات الألغام والسفن الحربية، إلى الغارات الجوية.
وذكرت أن بانيتا أكد الخميس أن “الولايات المتحدة لن تتسامح مع اقفال ايران المضيق”.
ونسبت الى مسؤولين في وزارة الدفاع “البنتاغون” ان طهران تمتلك القدرة العسكرية على القيام بذلك، وأن تقديرات محللي البحرية الأميركية تفيد أن إعادة فتح المضيق تستغرق من يوم إلى بضعة أشهر.
الحظر النفطي
وبينما يسعى الغرب الى فرض عقوبات جديدة على ايران، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن “الاسرة الدولية ستنظر من دون شك الى فرض عقوبات جديدة على ايران او تنفيذ عملية عسكرية محتملة في البلاد، على انها سعي الى تغيير النظام في طهران”. وأضاف: “موقفنا يقوم على انه، بما ان القرارات السابقة لمجلس الأمن تحد من التعاون العسكري مع هذه الدولة، فإن فرض عقوبات جديدة لن يحقق اي اهداف”.
وحذر من ان “تبني الغرب إجراءات أحادية الجانب خارج اطار قرارات مجلس الأمن ستكون له آثار سلبية على الشعب الايراني واقتصاده”.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه بأن لا داعي الى القلق من أن يؤدي “حشر إيران في الزاوية” إلى ارتفاع أسعار النفط الخام، داعياً اليابان إلى التعاون مع الغرب، وذلك بعد لقائه نظيره الياباني كويتشيرو غيمبا في طوكيو.
وكان غيمبا قال في وقت سابق انه لا يزال على طوكيو أن تقرر رسمياً ما إذا كانت ستوقف استيراد النفط الخام من إيران، و”في رأينا أنه يجب التزام الحذر الشديد قبل الموافقة على مثل هذه الاجراءات”، مع العلم ان وزير المال الياباني جون أزومي أبلغ وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايثنر الخميس أن بلاده ستتخذ إجراءات ملموسة للحد من وارداتها النفطية من إيران.
وأوضح رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا أن أزومي أدلى بـ”رأيه الشخصي”. وكرر ان “موقف اليابان الأساسي هو حل تلك المسائل ديبلوماسياً وسلمياً. علينا مشاورة قطاع الأعمال، وعلينا العمل على التفاصيل مع المسؤولين الأميركيين. علينا التفكير في تأثيرات ذلك على المصارف اليابانية، وأي إجراءات علينا اتخاذها لتفادي أي تأثير سلبي”.
وقال وزير الخارجية الكوري الجنوبي كونغ سوك – وو إنه “من المبكر جدا القول” إن سيول ستحد من وارداتها النفطية من إيران، وإن يكن “موقفنا الأساسي هو التعاون مع الولايات المتحدة”.
الوكالة الدولية
وفي فيينا أفادت مصادر في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن كبير مفتشي الوكالة هيرمان ناكيرتس سيرأس وفداً إلى إيران، بين 28 كانون الثاني ونهاية الاسبوع الأول من شباط، وسيرافقه المسؤول الثاني في الوكالة رافاييل غروسي ومديرة الشؤون القانونية فيها بيري لين جونسون.
وأفاد ديبلوماسي غربي أن “هدف المهمة الحصول على ردود عن كل التساؤلات التي أثيرت في تقرير الوكالة في تشرين الثاني في شأن الجانب العسكري المحتمل للبرنامج النووي الإيراني، وأن طهران وافقت عليها.
ورفضت الوكالة الدولية الادلاء بأي تعليق رسمي على مهمة الوفد، وكذلك فعل مندوب ايران لدى الوكالة علي اصغر سلطانية.