والخرطوم التي كانت اتفقت مع جوبا على بقاء الجنيه السوداني على حاله دون تغيير لمدة ستة أشهر قادمة، قد فاجأها ما أقدمت عليه حكومة الجنوب بطباعة عملة خاصة بها، دون أي التزام بما اتفقت عليه مع نظيرتها في الخرطوم، مما اضطرها للإعلان عن عملة جديدة.
واعتبر مراقبون أن خطوة الجنوبيين الشروع مبكرا في إصدار عملة جديدة فيها غدر بحكومة الخرطوم التي لم تضع حسابا لهذه الخطوة التي ستؤثر سلبا وبشكل مباشر على العملة السودانية واقتصاد البلاد.
بالمقابل رأوا استعجال الخرطوم في تغيير العملة خطوة سليمة لتجنب كثير من المشكلات والتعقيدات التي يمثلها وجود عملات بكميات كبيرة خارج نطاق الدولة والسيطرة.
وأشاروا إلى أن الجنيه السوداني الحالي يحتوي على رموز تمثل الجنوب وثقافاته، الأمر الذي يتطلب إزالتها بعد الانفصال.
وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير أعلن الثلاثاء الماضي في خطاب أمام البرلمان السوداني بمناسبة إعلان دولة الجنوب أن حكومته بصدد تغيير العملة السودانية خلال فترة قصيرة.
وبينما لم يتضح رأي البنك المركزي الذي التزم الصمت حتى الآن، قال محللون اقتصاديون إن بقاء العملة على حالها دون تغيير سيتسبب في مشكلات كبيرة يدفع ثمنها الاقتصاد السوداني والجنيه على وجه التحديد.