اكس خبر – يتسابق من تبقّى من مشاهير سوريين او من جنسيات أخرى لتقبيل البوط العسكري وهو الحذاء الذي يرتديه عناصر الجيش السوري التابع للأسد.
فمن جانبه, سرق الممثل السوري زهير عبدالكريم الضوء من الإعلامية التونسية كوثر البشراوي التي قبلت “حذاء نظيفا” على الهواء مباشرة، حيث قام الممثل بالانحناء على الأرض وتقبيل حذاء جندي سوري بأحد المعسكرات.
الممثل لم يكتف فقط بتأكيد الصورة بل أعرب -في حديث لموقع فني- عن “فخره الشديد بما فعل واعتزازه بكل جندي في الجيش السوري الواثق من انتصاره في نهاية الحرب”.
وكان عبد الكريم المعروف بتأييده لنظام الرئيس بشار الأسد زار عدة مواقع عسكرية الأسبوع الماضي في إدلب وجسر الشغور “لرفع معنويات الجنود” كما جاء في المواقع المؤيدة للنظام.
وشغلت هذه الصورة -التي أصر عبد الكريم أن ينظر إلى الكاميرا لحظة التقاطها- مواقع التواصل واستدعت عشرات التعليقات المنتقدة والتي هاجمت الممثل الذي أدى دور الفارس العربي الشهم همام بن مرة في مسلسل الزير سالم.
وعن هذا الدور يغرد “ماجد بن عجب” أنه “لو كان لديه خصلة واحدة من خصال شخصية همام بن مرة التى اشتهر بها لما قام بتقبيل النعال”.
ويرى حساب “بوح” أنه “بالأمس كوثر البشراوي واليوم زهير عبد الكريم في تقبيل الحذاء… لو أمطرت السماء حرية لرأيت بعض العبيد يحملون المظلات” وفي نظرة فلسفية للقضية يغرد حساب “حمد نيويورك” أن “من أسلوب التأييد عند الموالين لبشار أنهم يبوسون جزم الجيش”.
ويغرد حساب “محمد العثمان” شعرا عن هذه الحادثة ويقول “قوم إذا مس النعال وجوههم شكت النعال بأي ذنب تصفع؟” وفي السياق يعتبر “طارق_النوفل” أنه “زمن ذُل فيه الحذاء”.
ويهاجم حساب “واحد من الناس” الممثل السوري ويغرد “هم لا يلامون فهذا حجمهم وهذا مستواهم، لا يعلون فوق الجزم”.
وأقسى انتقاد لعبد الكريم وجهه شقيق الممثل السوري الكوميدي الراحل نضال سيجري الذي كتب منشورا على صفحته بفيسبوك “صدقا لو عرفتك إنسان وطني لأكبرت فيك تقديرك للبوط العسكري الذي لعقته بطيب خاطر. ولكن حين أذكر بكاءك ونحيبك في ذاك اليوم أثناء جلستنا (بكافيه جيميني) بالشعلان بحضور أخي نضال ومجموعة من الفنانين وتبريرك للظهور على تلفزيون الدنيا ومهاجمة زملاءك الفنانين بشكل وقح، بأنه لديك أسرة وأطفال وتسعى للقمة عيشهم وتخشى أن تُسحب منك الأعمال التلفزيونية المبرم عقدها مع صاحب المحطة الذي طلب منك اللقاء إن لم تفعل، وأنّه برأيك لكل شيءٍ ثمن. مما يجعلني أراك قَزَمَاً للمرة الثانية ولا علاقة لك بالوطن أو الوطنية، وأتساءل تُرى ما هو هذه المرة؟؟”.
وهذا الهجوم تعرضت له أيضا الإعلامية التونسية التي عرفت بمواقفها المؤيدة لما كان يعرف بتيار الممانعة ورموزه مثل الرئيس السوري بشار الأسد وزعيم حزب الله حسن نصر الله، حيث ظهرت على التلفزيون السوري تُقبل حذاء عسكريا قالت إنه هدية من جندي أثناء زيارتها لمنطقتي صيدنايا ومعلولا بريف دمشق.
وعلق الإعلامي فيصل القاسم على ما قامت به البشراوي أن “الذين واللواتي يعشقن تقبيل أحذية الجيوش، هم الذين يريدون لنا أن نعيش تحت نعال الجنرالات إلى ما شاء الله… مبروك عليكم وعليكن نعال الجنود، عانقوها، قبّلوها”.
ووصف الكاتب السعودي عقل العقل ما قامت به البشراوي بأنه “مقاومة تقبيل الجزم، وهذا يبدو آخر أسلحة قوى الممانعة والمقاومة، وهنيئاً لهم بهذا السلاح” وتابع أنه “إفلاس وانحطاط لم تحترم على الأقل الأمهات اللاتي فقدن أطفالهن وأزواجهن على أيدي قوات النظام”.
أما الكاتب إبراهيم الحاج عبدي فرأى أن المشهد مثير للاستياء، فالحذاء العسكري في مختلف الثقافات يرمز إلى الطغيان والاستبداد، وهو السلاح، الأكثر خسّة، الذي يستخدمه الجنرالات لإذلال المعارضين لهم” وتابع “المرجّح أن قبلة الإعلامية التونسية، ستبقى بالذاكرة، ولكن كإشارة على الانحطاط الذي بلغه الإعلام، خصوصاً أن الطعنة الفضائية جاءت هذه المرّة من شخصية إعلامية يفترض أن أداتها هي القلم، لكنها استبدلته ببوط سيمثل نقطة سوداء تشيد بالحل العسكري الذي لم يجلب لسوريا سوى الخراب والدمار والتشرّد”.
وعدوى “الحذاء العسكري” على ما يبدو تنتشر بسرعة وكمرض معد بين مؤيدي النظام، حيث نشرت وزارة الإعلام السورية العام الماضي إعلانات على الطرقات في دمشق، يظهر فيها الحذاء العسكري، مع شعار “لنداوي جراحكن”. وكان محافظ اللاذقية أزاح عام 2013 الستار عن نصب تذكاري عبارة عن حذاء عسكري عند مدخل المدينة.