خاص- آلاف اللبنانيين يقسطون سياراتهم ويغرقون بالديون

إكس خبر- عندليب دندش: “من ورا تقسيط السيارة عم احترق متل السيجارة”، عبارة تختصر بها اسراء معاناتها مع البنوك التي اضطرت للجوء اليها مرغمة بعد ان اقدمت على اقتناء سيارة “موديل جديد” عبر رهنها لبنك محلي. سيارة لم يكن بوارد اسراء اقتنائها لو لم يستفزها امتلاك معظم اصحابها لسيارات حديثة فأرادت أن تماشيهم بـ”الموضة المستجدة” فوجدت نفسها رهينة 240 دولارا شهريا لاربع سنوات مقبلة بالاضافة الى تسديدها 4000 دولار (كل ما ادخرته من عملها) كدفعة أولى عند استلامها.

لا يتجاوز راتب اسراء الشهري ال600 دولار، فاضطرت اليوم الى الاستغناء عن الكثير من الكماليات اذ لم يعد يكفي مدخولها لفواتير الرهن والبنزين واصلاح اعطال سيارتها.

 

تنسحب حالة اسراء على الاف المواطنين الذين عاشوا تحت “تخمة” السيارات الخصوصية المستوردة التي أغرقت السوق اللبنانية ليصل عددها اليوم الى اكثر من 1.324.005 عام 2009 بحسب احصاء قامت به “الدولية للمعلومات”.

“إذا مع السوق سوق” و”مع التسهيلات قسط سيارات”. ولم تعد السيارة الواحدة تكفي العائلة الصغيرة في كثير من الأحيان فيتسابق افراد العائلة في لبنان الى اقتناء السيارات الحديثة ولو على حساب امكانياتهم المادية حيث يشير احصاء الدولية الى وجود سيارة خاصة لكل 3 افراد في لبنان، نصف السيارات الحديثة منها مرهونة.

 

سنخرج خاسرين

عندما قرر محمد شراء سيارة ب أم بـ19 الف دولار تصل مع فوائدها في البنوك الى 25 الف دولار بتقسيط شهري 240 دولار على مدى خمس سنوات ودفعة اولى، جن جنون زوجته هبة واصفة زوجها بالمبذر الذي لا يهتم لصالح عائلته ومستقبل اولاده (طفلان) خصوصا انهم يملكون سيارة “تويوتا” صغيرة موديل الـ”1983″. لكن بعد شرائها تبدلت المفاهيم بالنسبة لهبة ووجدت صوابا في رأي زوجها. لا بل تعدى الامر ذلك الى قيامها باستبدال سيارتها الصغيرة بأخرى حديثة “تليق بها” كامرأة كما تقول.

فأقدمت هي الاخرى على تقسيط سيارة تجاوزت مع فوائدها ال16 الف دولار فيما لن يتجاوز سعرها ال11 الف دولار لو تم شراؤها نقدا. ويصل مبلغ التسديد الشهر الى 287 دولارا على مدى 4 سنوات.

يدرك الزوجان انه عند الانتهاء من تقسيط سيارتيهما سيخرجون خاسرين من معترك التقسيط “لأن سيارتي لن تباع بأكثر من 10 الاف دولار حينها، فيما وصلت تكلفتها المباشرة الى 25 الف دولار”، وكذلك الامر بالنسبة لزوجته التي تصر على انها غير نادمة “لأن السيارة القديمة كانت تتعبني وتقطعني في مرات عديدة ولو اضطررت الى الاستدانة فلن اعمل على بيع السيارة لان خسارتي حينها ستكون اكبر وسأجد نفسي امام دفع فوائد سيارة وكأنني كنت مستأجرة للسيارة فقط”.

 

وتقر بوجود تعثر في تأمين المبلبغ ويكون في اغلب الاحيان على حساب كماليات ضرورة لاطفالها والواجبات العائلية.

أما زوجها فيقول لو فكّر جميع الناس بمبدأ الربح والخسارة هذه لما أقدم أحدهم على شراء السيارة، كما ان عدم توافر المبالغ المالية نقدا هي ما تدفع الكثيرين لشراء السيارات عبر رهنها في البنوك

 

أرقام تحمل غرابة!

تشير الدراسة الى ان سيارات المرسيدس تأتي كأولى السيارات المرهونة (18.135) ثم النيسان (16.738)، ب.ام.اف (12.856)، التويوتا (10.146)، الكيا (9.654 سيارة)، البيجو (8.490 سيارة)، الهوندا (8.383 سيارة)، الهيونداي (6.868 سيارة)، الرينو (6.294 سيارة).

 

كما أن عدد السيارات والاليات المرهونة وصل الى 145.442 سيارة او الية، منها 134.266 سيارة سياحية خصوصية اي ما يشكل 92.3% من مجموع الاليات والسيارات المرهونة.

 

يُشار الى ان اكبر عدد من السيارات وضع في السير للمرة الاولى في سنة واحدة كان في العام 2008 اذ وصل الى 106.675 سيارة بينما كان المتوسط السنوي خلال السنوات 2000- 2007 نحو 52 الف سيارة سنويا.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *