جمعيات حقوق المرأة العربية: تجارة مثمرة لرجال الأعمال بواجهة نسائية

في حين يحتفل العالم منذ يوم أمس 8 آذار مارس بيوم المرأة العالمي, أو يوم القديسات, لا يزال العرب ضحية للهمجية والاعلام المفبرك والجمعيات الخيرية الوهمية.

نبدأ أولا بنظرة سريعة حول تاريخ وأصل هذا اليوم, فالاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945.
ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي ذاك, يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية،
وكان أول احتفال عالمي بـ “يوم المرأة العالمي”, رغم أن بعض الباحثين يرجح ان اسمه “اليوم العالمي للمرأة” كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة.

وفي هذا العام, يطل علينا يوم المرأة لى وقع متغيرات هائلة شهدتها ولاتزال المنطقة، في قلب شرق أوسط يغلي على هدير نار الثورات التي لم تستكن بعد، يصادف الثامن من مارس/آذار.

إنها تلك القديسة, المرأة الحنونة, العاملة الكادحة, الزوجة المخلصة, الأم العطوف والصديقة الوفية وسيدة الأعمال الناجحة, التي تطول القائمة بأوصافها فوصل بها الأمر لتكون مجاهدة في سبيل بلادها كما كانت في القرون الماضية.

إلا أن بعض الجمعيات “الوهمية” تأبى أن تترك المرأة تتطور وتتقدم, فتقوم بعمليات نصب ومؤتمرات نصب تحت اسم “حماية المرأة العربية”.

ففي حين نرى الجمعيات الغربية تقدم الكثير وتحقق الانجاز تلو الأخرى في جذب حقوق المرأة, نرى في كواليس بلادنا العربية رجال أعمال تحتفظ “اكس خبر” بنسخة من أسمائهم, يملؤون الساحات بالشعارات الرنانة والهتافات الطنانة فيما يقولون أنه في سبيل المرأة العربية.

هم رجال أعمال امتهنوا “النصب” فوظفوا لديهم نساء ليقمن بدور الواجهة أو الغطاء لهذه الجمعية وتلك (تحتفظ اكس خبر بنسخة عن أسماء بعض تلك الجمعيات). وتهدف هذه الجمعيات الى نيل الدعم الكبير الذي تقدمه الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي وأمريكا بحجة أن تلك الجمعيات تعمل على إقرار قانو كذا, ونصرة النساء في منطقة كذا وما الى هنالك من أكاذيب لم تعد تنطلي لا على المرأة ولا على المجتمع العربي.

ففي لبنان مثلا, شبع المواطنون كلاما تثيره مختصات اعلاميات تعملن مع جمعيات “النصب” تلك,ويهدفن الى عمل اللقاءات وإلقاء الكلمات لكسب تعاطف المتبرعين.

كما ويتجسد هذا المثال في دول عربية أخرى, كالأردن والكويت والعراق.

إلا أن كلمة حق تقال, فإن جمعيات تختص بشؤون المرأة وحقوقها, تعمل بكفاءة في مناطق عربية لا يعطيها الإعلام العربي حقها, وقد يستغرب البعض ذكرها, مثل السعودية والامارات.

ففي جدة, احتفلت عدد من فرق كرة السلة النسائية بمدينة جدة وعددها 21 فريقا يوم أمس الخميس، بدوري يوم المرأة العالمي 2012، وذلك من خلال مباراة في كرة سلة، شاركت بها جميع فرق جدة النسائية في حدود الإطار الديني والثقافي.

ولا يخفى على أحد مدى التطور الذي يحصل عند العرب, والذي يكسّر كل يوما حائطا منيعا من الرجعية والنظرة الذكورية, إلا أن الانفتاح التام يحتاج لوقت وتغير في الأجيال على المدى المتوسط.

تلك الجمعيات الوهمية ستختفي مع الوقت وتنفضح أمام الرأي العام, وسيشهد التاريخ تفككها والقضاء عليها, ليس من قبل المجتمع ككل, ولا القضاء فقط, بل عبر النساء أنفسهنّ اللاتي تتم المتاجرة بإسمهنّ.

وتبقى العربيات, صاحبات إنجازات, وصاحبات بصمات, ينحني أمامهنّ كل من قرأ تاريخهنّ وعرف ما عاناهنّ.

وإلى جانب كل تلك الإنجازات، سجل حصول امرأة يمنية على جائزة نوبل للسلام قفزة لا يستهان بها. فبعد نضال طويل حازت الكاتبة والمناضلة السياسية، توكل عبدالسلام خالد كرمان أو توكل كرمان، على جائزة نوبل، وهي المرة الأولى التي تمنح فيها هذه الجائزة إلى امرأة عربية.

وفي ما يشبه تحية إجلال لنضالها، اختارت مجلة “التايمز” أن تضع وجه امرأة عربية على غلافها، كشخصية العام 2011.

وفي هذا السياق، أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن حصة المرأة في برلمانات الدول العربية لم تزد على 10،7% عام 2011، على الرغم من كل الوعود والآمال التي علقت على هذا الربيع العربي.

ففي حين سجلت حصة المرأة على الصعيد العالمي تقدماً طفيفاً في البرلمانات، لتصل الى 19،5% عام 2011، تراجعت نسبها على صعيد الدول العربية. ففي البرلمان التونسي فقدت مقعدين بعد انتخابات اكتوبر 2011.

وفي مصر أسفرت الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2012 عن انخفاض نسبة التمثيل النسائي الى 2% بعد أن كانت في السابق 12%.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *