بين بندر وقطر..ضاعت الوحدة واشتعلت نار الفراق

كتب هيثم فضل الله – خاص اكس خبر : تشرذمت العلاقات وتعكّر المزاج بين قطر والسعودية بعد التصريحات التي نُسبت الى الأمير بندر بن سلطان والتي أذاعتها قبل أسبوع قناة الجزيرة القطرية دون الدخول بأعماقها او التحقيق فيها منعا من أي انكسار او حرب اعلامية مفضوحة ومكشوفة مع السعوديين على ما يبدو.

ورغم ان الاجواء السائدة اليوم هي حرب وسلام بين الاعلام المدعوم من قطر المتمثّل بشبكة الجزيرة وهي الأضخم والأقوى حاليا وبين قناة العربية المدعومة من السعودية بشكل مباشر إلا ان القناتين تعتمدان نهج التجاذبات عبر ضخ برامج وثائقية مضادة وتقارير حول مصر والاسلاميين خصوصا بحيث تدعمهم الجزيرة وتسخر منهم العربية وتصفهم بالإرهابيين وهو منطق معقول وسليم حتى اللحظة وذلك لعدم بدء حربهم “عالمكشوف” ودون ان تذكر أي منهما اسم الأخرى او تنتقدها بشكل مباشر.

أما الحدث الأبرز والذي لم يتفنّن في النظر لأبعاده معظم المحللين والمتابعين للوضع العربي عامة والخليجي خاصة هو ما نُشر مطلع الأسبوع الفائت وتحديدا يوم الثلاثاء 27 آب/أغسطس على لسان الأمير السعودي المثير للجدل دائما بندر بن سلطان والذي سرّبته صحيفة “وول ستريت جورنال” على أنه تقرير خاص بها وصلها عن طريق الاستخبارات الأمريكية ناسبة الى الأمير انتقاده الشديد لدولة قطر وصراخه عبر الهاتف خلال اجتماع لتنسيق ارسال الأسلحة للمعارضة السورية صيف العام 2012 الفائت: “إن قطر “ليست سوى 300 شخص… وقناة تلفزيونية، وهذا لا يشكل بلداً” وهو ما اضطرت قناة الجزيرة فعليا الى بثّه كخبر عادي على مدار اليوم خلال نشراتها الاخبارية دون التعمّق فيه او البحث في خلفياته وذلك بحسب تعليمات صارمة من ادارتها وتوجيهات من ادارة المركز الاعلامي الخاص بالأمير القطري بحسب ما علمت شخصيا.

الموضوع الذي لم يتفاقم إعلاميا وذهب بحال سبيله بعد ساعات دون إيقاع ضجة بين الشعوب العربية والخليجية كان له وصقع الصدمة في قطر وكذلك في السعودية التي سارعت عبر مصادرها الى نفي الكلام المنسوب للأمير بندر وتأكيد المعنيين فيها عدم إجراء الأخير أي مقابلة مع الصحيفة المذكورة دون توضيحات أخرى او اعتذار بسبب ما قيل انه “لا داع له” بظل عدم وجود مصداقية للكلام المزعوم للأمير الذي حاولت الصحيفة إظهاره وكأنه لا عمل له في الدنيا سوى التجارة بالأسلحة وهواية قلب الحكم في هذا البلد او ذاك مع تمريرها لأسطر قليلة وصفته فيها بالــ””محارب السعودي العريق الذي يعمل على توفير دعم للإطاحة بالأسد” وهو ما قد يكون صحيحا ولكنه ليس فعليا ذلك الرجل الذي لا ينام بسبب قلقه من الأسد او حقده على قطر وهو أيضا وبالطبع ليس ذلك الرجل الذي لا همّ له سوى التنقل بين موسكو وأنقرة وباريس للعمل على تغيير نظام الرئيس السوري بشار الأسد لأنه وببساطة لا قدرة له على فعل ذلك إطلاقا بجهود فردية, فإذا كانت دول كبرى تعمل على نفس المشروع ولم تنجح بعد فكيف لهذا “السوبرمان” ان يفعل؟ ثمّ إن تصريحا كهذا لا يجب استغلاله من قبل الدولتين رغم خلافهما على هوية المستفيد من أسلحتهما في سوريا وطريقة توزيعها لأن نار الفراق اذا اشتعلت فستنتشر ومعها سيسود عصر وداع الكراسي في الدول الخليجية.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *