مجزرة جسر الشغور والتي وقعت يوم الإثنين السادس من حزيران/يونيو 2011 وضمن ثورة شعبية أعلن عنها معارضون سوريون منذ 3 أشهر ولا تزال قائمة حتى اليوم, اتهمت فيها الحكومة السورية ما أسمتهم بالمجموعات المسلحة والخطيرة والتي تحمل أسلحة متوسطة وقنابل مختلفة, بقتل أكثر من 80 جنديا سوريا في تلك المنطقة, الأمر الذي أريد به الإساءة للثوار السوريين وتوصيفهم بالمجرمين وتخويف الناس وترويعهم من مؤازرتهم في ثورتهم.
المعارضة السورية بدورها نفت على لسان شهود عيان من المنطقة أن يكون قد وقع أي اشتباك بين الجيش السوري وبين أي مدنيين, وصرّحت بأن ما حدث هو نتيجة انشقاقات بالجيش, ملحقة ذلك بفيديو لضابط قالت أنه ملازم أول وقد انشق عن الجيش ودعا زملائه للحدو على خطاه.
ومن هنا ووسط هذه الرواية وتلك, علمت “اكس خبر” أن انشقاقا صغيرا حدث في صفوف الضباط السوريين, ولكنه لم يكن سببا لأي حرب أدت لمجزرة جسر الشغور, وعلمت أيضا أن اتفاقا على انشقاق واسع ودفعة واحدة يتم التحضير له والتنسيق لأجله خلال الأيام او الأسابيع القادمة . أما ما حدث بجسر الشغور فهو أن قيادة الجيش السوري قد أمرت فصيل من الجيش أن يدخل المنطقة ويبدأ بإطلاق النار عشوائيا, (كما حدث في درعا وبانياس وتلبيسة) لإخافة السكان وتلقينهم درسا, على أن تكون النتيجة عدد من القتلى المدنيين + ترويع للمواطنين وإمساك بتلك المنطقة وحرمان الأهالي من الاحتجاج ومواصلة ثورتهم.
إلا أنّ ما حدث هو أن الأمر أخذ منحى طائفيا قد يكون بعض المتابعين واعين له وهو أن فصيل الجيش الذي أمر بالدخول أولا على المنطقة لتنفيذ الخطة, ضمّ أكثرية من المجنّدين السنّة, والذين أبوا ورفضوا أوامر القيادة في إطلاق النار على أبناء طائفتهم, مما استدعاهم للتمركز في مقر عام للأمن في المنطقة انتظارا لنتيجة هذا العصيان, وذكرت المصادر أن لا انشقاق صدر عن هؤلاء الجنود وإنما رفض للأوامر.
علم قائد سرية المنطقة بالأمر وتم استدعاء أرتال جديدة من الدبابات وحاملات الجند وكانوا هذه المرة من الطائفة العلوية, وقام ضابط برتبة رائد بالدخول لمقر الأمن الذي يتواجد به الجنود المعتصمين, وأخذ الأمر شكلا طائفيا وعلا الصوت بين الجنود مما استدعى الاتصال بالقيادة العامة للجيش وقد علم بهذا الأمر مباشرة ماهر الأسد, فأمر ضابط برتبة عقيد بنسف المكان الذي يتواجد به الجنود ونشر أرتال الجيش الجديدة والدبابات حول المنطقة لكتم الأفواه. وبالفعل, فهذا ما حصل حيث قام 3 ضباط بمساعدة فرقة من الجيش بإحاطة المركز وتم تلغيمه بمادة متفجرة من نوع “ت.أن.ت” شديدة الانفجار, وتم التفجير بمن حضر داخل المركز.
وقالت المصادر أن شهود عيان أكدوا مرارا وتكرارا, أنهم لم يسمعوا صوت تبادل لإطلاق النار مما يشير لعدم وجود أي مواجهة, وإنّما اقتصر الأمر على سماع دوي انفجار قوي تلاه دوي 4 انفجارات صغيرة ناجمة عن مؤن رصاص داخل المركز.
أهالي منطقة جسر الشغور والذي يبلغ عددهم ما يقارب ال44000 نسمة , نزح ما يزيد عن الربع منهم الى تركيا وتحديدا بلدة “ألتنيزو” في إقليم “هتاي”.
خاص : ‘كس خبر الالكترونية العربية