ولأن الدواء الذي تشتريه من الصيدلية مرخص وقانوني, فإن مستحضرات الصين والأتات وأمانة حلّت على العالمين “كالحشرة” الجميلة في الشكل والتي تحمل في ثناياها أمراضا خبيثة ومميتة.
ولم تكتف تلك الشركات الوهمية وغير القانونية من نشر “سمومها” في المحلات فقط, بل نظّمت كل منها حملات دعائية وصلت لحدود ال10 ملايين دولار سنويا في لبنان وحده.
فعلى سبيل المثال لا الحصر, دخلت شركة “أمانة كير” على بيوت الناس من خلال شاشات التلفزة المتعددة بأسلوب مميز وكلام منمّق ومختار جيدا من قبل قائله الذي يزعم “الدكترة” او بالفصحى حمله لشهادة طبية, بهدف التسويق لمستحضرات أقل ما يُقال عنها انها “زبالة” ومضرّة ضررا كبيرا.
ومن مستحضراتها أمانة المغشوشة, مستحضر التنحيف “سيفن سليم” الذي ظهر لاحقا انه يتخول في معدة الانسان الى دود ينتشر في المعدة ويأكل اللحم فيها ويتغذى على الدم, لينتهي الانسان ميتا او راقدا على سرير طبي غير معروفة نهايته كيف تكون.
والى الصين حيث غزت مستحضراتها الأسواق والصيدليات بكل أسف والتي يهدف صيادلتنا التكسب من ورائها خاصة وانها تأتي بأسعار منخفضة جدا متّبعة استراتيجية البيع الكثير الربح القليل, والتي تبيّن لاحقا انها عبارة عن مخلّفات المواد الكيميائية المنتهية الصلاحية, فيتم صنع أقراص منها واضافة مواد مثل السبترامين القاتل للمخص والأعصاب.
أما الخبير الكبير زين الأتات فله الحصة الأكبر من الدجل, حيث نشط في السابق على معظم الأقنية اللبنانية وظهر على قناة هي التي خصصت له برنامجا لوحده كشبيهتها “الأوتيفي”, والتي يُقال انه دفع ملايين لها من أجل الظهور.
ولا يهمّنا خلفية مشروع الأتات السياسي او من يدعمه من سياسيين او زوجات رؤساء, بل ما يهمنا هو كشف حقيقته المخيفة والتي تقشعرّ لها الأبدان.
ومن منطلق الكلام المعسول, «وردي إلى الأبد» يسترسل زين الأتات في استخدام الشعر لتسويق منتج يدّعي أنه يجعل من الجلد وردياً. لكن هيئة الغذاء والدواء السعودية لها رأي آخر. فالمستحضر «الأتاتي» يحتوي على مواد حافظة وملوّنة مضرّة صحياً. التحذير السعودي تبنّته أبو ظبي، وسُحب مع ٣٧ منتجاً لشركة الأتات من الأسواق الخليجية. أما في لبنان، فبطل الإعلانات لا يزال ضيفاً ثقيلاً ومخادعاً على بعض الشاشات, خصوصا بعض الفضيحة التي تعرَ لها والتي أمرت بإغلاق جميع محلاته في بيروت وضواحيها.
الصفعة التي وُجّهت إلى «منتجات زين الأتات» جاءت من السعودية، حين أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء، منذ ثلاثة أسابيع، أن مفتّشي الهيئة سحبوا عدداً من المستحضرات المنتشرة في السوق السعودية من إنتاج مصنع زين الأتات وأخضعوها للتحليل، وتبيّن وجود العديد من الملاحظات على 38 مستحضراً من لبنان.
وجاء في بيان الهيئة، الذي اعتمدته أيضاً هيئة الصحة في إمارة أبو ظبي وطلبت من بلدية المدينة تطبيقه، أنه «نظراً إلى كون هذه المنتجات مسوّقة بادّعاءات طبية لم يجر تقويمها ودراستها للتّأكد من مأمونيّتها وفعاليتها لإجازتها من قبل الهيئة العامة للغذاء والدواء، إضافة إلى الأضرار الصحية التي قد تنجم عند استخدامها والأمراض التي قد تسبّبها، حيث يعدّ ذلك مخالفة لنظام المنشآت والمستحضرات الصيدلانية الصادر بمرسوم ملكي»، فقد طلبت الهيئة العامة للغذاء والدواء من جهات الاختصاص سحبها من الأسواق، ومنع بيعها، وتطبيق النظام حيال من يبيعها ويسوّقها.
معلومات خطيرة تضمنها الكتيّب التحذيري الصادر عن السلطات السعودية: «كريم هيمو» أحد منتجات الأتات يسوّقه بسعر ٨ دولارات من دون احتساب خدمة التوصيل. يدّعي الأتات أن منتجه علاج موضعيّ للبواسير، ولا يتوانى عن شرح طريقة استعمال الكريم ثلاث مرات يومياً، من دون أن ينسى تذكير المستهلك بأنه يفضّل أن يستعمل معه «بزر البلان» للحصول على نتيجة أفضل! في المقابل أظهرت التحليلات المخبرية في السعودية أن «كريم هيمو» مغشوش بمادة ليدوكاين Lidocaine، وهو مخدر موضعي، وليس مستحضراً عشبياً، لتخلص الهيئة العامة إلى القول إن ادّعاءات هذا المنتج غير صحيحة طبياً ومضللة للمستهلك.
ومن البواسير إلى «زهورات زين» لإزالة الدهون وتليين المعدة لإنقاص الوزن. ينتقد الموقع الإلكتروني لمنتجات زين الأتات المستحضرات «الأخرى» التي يعتمد أغلبها إسهال البطن لإنقاص الوزن، مشيراً إلى أنها وسيلة غير آمنة، لكونها تخفف نسبة السوائل في الجسم، ليخلص إلى أن «زهورات زين» يزيل الدهون عبر «تحفيز العصارة الهاضمة» وتليين المعدة. في المقابل، أظهرت الفحوص المخبرية السعودية أن هذا المنتج مغشوش بعشبة السنا المستخدمة … كمادة مسهّلة! وبالطبع هي غير مذكورة على بطاقة المستحضر، لتخلص إلى التحذير منه والتأكيد أنه غير مجاز منها أو من أي جهة رقابية معتبرة.
«زين بروستات»، هو كما يشير اسمه علاج الأتات للبروستات، فيما أظهر التقرير السعودي أن المستحضر لا يحتوي على النباتات المذكورة على بطاقة المنتج، والتي تدعم الادّعاء الطبي أنه يعالج البروستات. بل على العكس، فإن المستحضر يحتوي على معادن سامة تخلّف آثاراً جانبية على المخ والعظام.
والى wow lips هو الاسم التجاري للمستحضر الذي يسوّقه الأتات لتكبير الشفاه. وهو منتج خصّص له زين كليباً تلفزيونياً خاصاً، حيث يدهن بنفسه الكريم على شفاه صبية مستلقية على سرير طبي. لكنّ الأتات نسي ربما أن يخبر المشاهدين أن هذا الكريم «الواو» يحتوي على نسبة عالية من الرصاص الممنوع عالمياً في مستحضرات التجميل! ومن تكبير الشفاه والأثداء إلى كريم علاج الوجه، كشف السعوديون أن منتج «كريم انترا» الذي يدّعي أنه يحتوي على فيتامين أ، هو في الحقيقة يحتوي على الزئبق الذي يُمنع استخدامه بسبب خطورته على الكلى والمخ.
أقراص تنحيف الوزن التي يروّجها موقع الأتات على الإنترنت كالأكثر مبيعاً، تبيّن أنها لا تحتوي على بذار الكوسا وأوراق البلوط وبذار الفجل وثمر هاوثورن والأعشاب البحرية اليابانية بوريا، بل على … فينوفاثالين، وهي مادة مسهّلة ممنوعة بسبب تأثيرها المسرطن، ومادة سيبوترامين، الفعالة لمستحضر التنحيف ريدكتل، الذي سُحب أيضاً من السوق السعودية نظراً إلى آثاره الجانبية الخطيرة، وخصوصاً على الكبد والقلب.
وتمتدّ الفضائح بعشرات المستحضرات التي يتهمه كثيرون بأنه يسوّقها بهدق تبييض أموال, الأمر الذي لا نتبناه في “اكس خبر”, والذي يهمنا هو كشف الألاعيب الوسخة في التعامل مع الكائن البشري من قبل رجل جاء من قريته أمس.
وأخيرا يبقى علينا انقول, ان “مش كل عشبة نافعة؛ ومش كل عشبة ضارّة”. “والخبرة وحدها مابتكفي؛ ضروري العلم والمعرفة, وصحتكم بالدّني”.