ورغم النصائح التي انهالت على معدّ البرنامج إلا أنه لم يأخذ بها. لأنه وكما يبدو ان الملاحظات لا يؤخذ بها طالما ان البرنامج يحظى برعاية وعناية ووصاية وغطاية وشقاية ورواية واستغماية المشرف العام على التلفزة والنرفزة ياسر عبد ربه لان الاخير ليس ولي امر اذواق المشاهدين ولا يعني اذ اعجب ببرنامج وشارك فيه ان هذا مقرر على المشاهد، وهذا الكلام لا ينتقص من قيمة العمل لأسرة البرنامج الاشكالي، اذ كل ما في الامر انه بحاجة الى تشذيب وتهذيب في السيناريو، فحتى في ذروة النقد على بعض المحطات اللبنانية لم يكن النقد يتحول الى تجريح شخصي بالاسم والمنصب او حتى جلد المجتمع ذاته.. صحيح ان مجتمعنا مريض بأمراض كثيرة مثل النفاق الاشد مما في العراق والشقاق الاشد مما في بلاد الواق واق.. والبهاق في المظهر البراق..
وهذه امراض تؤدي حتما الى الاستبداد المناصبي كشكل من اشكال الدكتاتورية السلطوية.. وهذه الامراض لا تحتاج الى مجرد نقد بل الى حملة دمار شامل لكن دون تخصيص وتمييز لان لا احد حتى الاخ ياسر او الاخ عماد يقبل بالنقد اللاذع له بالاسم.. وقد ثبت على مدى السنوات الماضية ان غالبية شعبنا متجهمة لا تفهم النكتة على الطاير. فعندما اصدرنا صفحات متخصصة باسم الحياة السعيدة غضب الكثيرون واحتجوا الى كبار القوم عما ألم ببعضهم من نقد ولوم مع اننا لم نذكر اي اسم او جسم، وبالتالي رفقا بحواسنا لانها غير معتادة على الضحك والنقد والابتسام لاننا مجبولون بالهم والنكد والعبوس والتجهم في المظهر حتى ما بعد بعد سبتمبر.
وهنا نتحدى اي مواطن فلسطيني اليوم ان يدخل بيته قبل الافطار وهو يبتسم وسيرى من قرينته المصون العجب العجاب وسيفطر على «دوش» لطم دون مبرر.. لان البسمة دليل حياة ونساؤنا يردن منا دليل وفاة.