التقارب السعودي – الإيراني.. خيار أم ضرورة؟

إكس خبر- يتحدث الكثيرون عن الصراع السعودي – الإيراني وانعكاساته الإقليمية والدولية، فعندما تتصارع الرياض وطهران تنفجر بعض الساحات العربية والإسلامية، وإذا ما اتفق الطرفان تساقطت مياه الإطفاء والتسويات والمصالحات، فيُنتخب رؤساء الجمهوريات، ويكلَّف رؤساء حكومات، وتهدأ ساحات القتال، وتبدأ مصطلحات الوحدة والأخوة الإسلامية.

 

لقد وصلت الخلافات السعودية – الإيرانية إلى ذروتها خلال أعوام ما يسمى “الربيع العربي”، فكان الصدام في البحرين، والمنطقة الشرقية في السعودية، وسورية ولبنان والعراق، وحتى داخل الساحة الفلسطينية، وصُبغت بعض الأحداث بألوان الصراع الإيراني – السعودي أو المذهبي، وتمّت تعريتها من صفتها الوطنية، سواء في البحرين أو السعودية أو اليمن، وكانت ساحة الصراع الأعنف عسكرياً في سورية، بالتزامن مع صراع سياسي حاد في لبنان، لامس الانفجار، والوضع الأمني بلغ ذروته بإخراج السعوديين من المشهد السياسي بإسقاط الرئيس الحريري من رئاسة الحكومة، ووصل الانفعال والتعصب السعودي إلى ذروته بالتحريض لضرب إيران للقضاء على ملفها النووي.

 

بادر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بدعوة وزير الخارجية الإيراني لزيارة السعودية، كبادرة لإعادة الحرارة للعلاقات السعودية – الإيرانية في لحظة تاريخية تشهدها المنطقة، ولاستعادة السعودية دورها الإقليمي والإسلامي، لكن ما هي الأسباب التي دفعت السعودية لفتح الأبواب أمام الحوار السعودي الإيراني؟

 

انقلاب الصورة الميدانية والسياسية على الساحة السورية ضد ما تشتهيه السعودية، وظهور بوادر تحسّن فُرص النظام وحلفائه، وتقهقر المعارضة وهزيمتها في أكثر من جبهة.

 

الموقف الأميركي المرتكز على مبدأ الحوار مع إيران، والذي شاركت فيه أوروبا، ما ساهم في تحرر النظام الإيراني من العقوبات والحصار، والاعتراف بحقوقه النووية، وبدوره الإقليمي، وصولاً إلى المشهد الدولي.

 

الصراع السعودي – القطري والخلاف السعودي – التركي في قضايا “الربيع العربي”، وتحطُّم جبهة الداعمين لـ”الإخوان المسلمين” والجماعات المسلحة، ما جعل السعودية وحيدة في ميدان الدعم والمؤازرة.

 

الصراع داخل العائلة المالكة السعودية، وبدء الملك عبدالله بتأسيس الدولة السعودية الثالثة، وترتيب أوضاع الحكم والوراثة السياسية لصالح أبناء الملك عبدالله وأبناء الأمير نايف، ما يجعل العائلة المالكة بمواجهة المعارضة “الليبرالية السُّنية” و”المعارضة الشيعية” في المناطق الشرقية، وتهديدات “داعش” و”القاعدة”، وأعلنت السعودية عن اكتشاف أكثر من 100 عنصر من خلايا إرهابية، ما جعل المملكة تقاتل على جبهات متعددة في الخارج والداخل، ولأول مرة في تاريخها السياسي تضطرّ لاتخاذ القرارات الواضحة والحاسمة عسكرياً.

 

خسارة المملكة حروبها في البحرين والعراق واليمن وسورية ولبنان، وصراعها مع قطر و”الإخوان” في مصر، وإخراجها من الملف الفلسطيني نهائياً.

 

شعور المملكة ببدء التخلي الأميركي عن دورها، ومحاولة التفتيش عن مصالحها باتفاقيات وحوارات مع إيران وغيرها، وعدم جدوى “الإضراب” السياسي السعودي بتنازلها عن مقعدها في مجلس الأمن، ومطالبتها بالضربة العسكرية ضد سورية، وعدم مجاراتها بإبعاد نوري المالكي في العراق.

 

لكل هذه الأسباب استعادت السعودية أنفاسها وحساباتها، ونتيجة لمعرفتها بأن إيران تتجه إلى تبريد العلاقات مع السعودية لتحقيق الأهداف الآتية:

 

إطفاء الفتنة السُّنية – الشيعية في ساحات العالميْن العربي والإسلامي.

إنهاء الصراع الداخلي الذي نهش الجسد الإسلامي بمكوناته المتعددة.

التفرُّغ لمقاومة المشروع الأميركي والصهيوني لتفتيت المنطقة، واستعادة نهج المقاومة في فلسطين ودول الطوق.

إعادة التفاهم للمشاركة في رسم المشهد السياسي والكياني للمنطقة العربية، حتى لا تكون الحلول على حساب السعودية وإيران، وحفظ مصالحهما وفق توازنات تُظهر الجميع في موضع الانتصار.

 

النصائح الأميركية للسعوديين والظروف الميدانية دفعت السعوديين للاقتناع بصوابية الحوار السعودي – الإيراني الذي انقسم على مرحلتين:

مرحلة غير مباشرة.

– مرحلة مباشرة

 

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *