ولأنّ الإعلام أصبح الجرس الذي يدقّ أينما وقع حدث أو بدأت فكرة أو ربما “ثورة”, غدت القنوات الإخبارية والمواقع “الانترنتية” كابوسا لا يفارق “من تبقّى من الحكّام المستبدين في المنطقة” بعد أن استطاع هذا الإعلام الحر إيصال كلمة عدة شعوب نجحت بـ “خلع” حاكمها أو “سارقها” بحسب ما يصفه الثائرون لتأخذ هي ذمام الأمور وتقرّر مصيرها بنفسها.
والجديد هذه المرة كان من دولة السودان, حيث اتهم مستشار رئيس الجمهورية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، قناة العربية بتضخيم الاحتجاجات الاخيرة، واعتبرها مسيرات ضعيفة وان الشعب السوداني غير متجاوب معها مشيرا الى انه يتحرك داخل العاصمة دون حراسة، كما وقال ان أحزاب المعارضة تريد أن تستخدم هذه الاحتجاجات لصالح أجنداتها.
ونفى اسماعيل في تصريح صحفى أن يكون حديث مستشار الرئيس نافع حول “لحس الكوع” موجهاً للشعب، مشيرا الى ان نافع قصد به المعارضة التي ليس لها قاعدة. شعبية.
واقر اسماعيل بان البلاد تعيش اوضاعاً إقتصادية صعبة ،لكنه شدد على ان المواطن متفهم لها ولم يتجاوب مع أجندات الأحزاب.
والجدير ذكره في حديث الرجل أعلاه وللتذكير فقط فإن أخوان النظام السوداني السابقين والمنفيين والمقتولين والمخلوعين من تونس ومصر وليبيا واليمن, وحاليا في سوريا, فإن أنظمتهم الفاسدة حين اندلاع شرر الثورة في كل بلد منهم قدّمت تصريحات مشابهة وبنفس اللهجة التي لم يعد يهابها الشعب الثائر أينما كان وحلّ.
وللمعلومية, فإن مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع علي نافع, كان قد هدد منذ يومين وبجرأة “الخائف” من يفكر في إسقاط النظام بأنه يمكن أن يلحس الكوع أسهل، لاستحالة ذلك عليه بطبيعة الحال.