وقد غلب على افتتاح الدورة التي ستتواصل حتى 12 آب والتي كلف حفل افتتاحها 42 مليون دولار، غلب الخيال الجامح وروح الفكاهة واستلهم الأفكار الرمزية لفقراته من الشخصية البريطانية.
وقبيل افتتاح الألعاب رسميا، قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ “تعود الألعاب إلى مهدها، هذا البلد العاشق للرياضة يعرف بأنه مهد الرياضة الحديثة”.
وفي بداية العرض الافتتاحي، دق الدراج البريطاني برادلي ويغنز (32 عاما وأول بريطاني يحرز لقب دورة فرنسا) الجرس الأولمبي إيذانا بانطلاق فقرات حفل افتتاح الأولمبياد.
ولم يكن ويغنز أكثر من جذب الاهتمام في فقرات العرض الفني في هذا الحفل، فقد نجحت الملكة إليزابيث الثانية بصحبة جيمس بوند -“الجاسوس” الأشهر في العالم- في خطف الأضواء.
وبدعوة من بوند، هبطت الملكة إليزابيث الثانية -وهي في عمر السادسة والثمانين- بثوبها الزهري الأنيق فوق الملعب الأولمبي، بلمحة فنية تغص بروح الدعابة البريطانية، وفي لحظة جريئة من حفل الافتتاح.
وكان مخرج الحفل داني بويل وعد بـ”شيء مختلف”، وقد وفى بوعده بعدما ظهر الممثل دانيال كريغ الذي يلعب دور الجاسوس البريطاني المعروف في أفلامه برمز “007” يترجل من سيارة أجرة ويدخل قصر باكنغهام الملكي، ثم يقوم بجولة فوق المناطق الرئيسية للعاصمة بطائرة مروحية برفقة الملكة قبل التحليق فوق الملعب، فاختلط الواقع بالخيال، وهبطا بمظلتين بدتا وكأنهما تحملانه هو والملكة.
بعد ذلك، ظهرت الملكة وزوجها الأمير فيليب دوق إدنبره ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ في المقصورة الرئيسية للملعب الذي احتشد بثمانين ألف متفرج.
وتضمن الحفل عدة فقرات عن العديد من ملامح الحياة البريطانية على مدار حقب مختلفة.
وجاءت البداية عبر الجرس الأولمبي ومشاهد من حياة الريف البريطاني، ثم تبعتها مشاهد مختلفة تشير للتاريخ والتراث البريطاني العريق، مثل الثورة الصناعية وخدمة الصحة المجانية، إضافة لفقرات تشير إلى بعض الأعمال الفنية مثل هاري بوتر وغيرها.
وبعدها تناولت فقرة أخرى فترة الثورة الصناعية المعتمدة على الحديد انتهت بصنع خمس حلقات معدنية ضخمة، رفعت بعد ذلك في سماء الملعب، والتحمت مع بعضها لتشكل الحلقات الخمس للعلم الأولمبي.
كما شهد الحفل المزيد من الفقرات المرحة عبر الممثل الكوميدي راون أتكينسون (مستر بين) الذي رافقته فرقة أوركسترا بقيادة السير سيمون راتل وذلك في فقرة مزجت فيها مشاهد مصورة باستعراض كوميدي من الممثل الشهير، لترتسم الابتسامة على وجوه الجميع وتتعالى الضحكات في أرجاء الملعب.
ثم صدحت أغاني أشهر الفرق والمغنين البريطانيين عاكسة الثقافة الغنائية لبريطانيا.
واستكملت فقرات حفل الافتتاح بالموكب التقليدي لاستعراض بعثات الدول المشاركة في الدورة.
وجاءت اللحظة الأكثر إثارة في العرض الافتتاحي عندما أوقد سبعة رياضيين بريطانيين شبان الشعلة الأولمبية. وأدخل الشعلة إلى أرض الملعب البطل الأولمبي في التجديف خمس مرات السير ستيف ريدغريف قبل أن يسلمها إلى الرياضيين الشبان.
ثم أطلق العنان للألعاب النارية التي أشعلت سماء الملعب الأولمبي ومدينة لندن أنوارا وأضواء إيذانا بانتهاء الحفل وانطلاق الألعاب.
ودخلت لندن تاريخ الألعاب الأولمبية الصيفية من أوسع الأبواب عندما أصبحت أول مدينة في العالم تستضيفها ثلاث مرات.
واستضافت لندن ألعاب 1908 أول مرة، بعد أن منحت روما عاصمة إيطاليا هذا الشرف أولا، بيد أن ثوران بركان فيسوفيو الشهير عام 1906 فتح المجال لمدينة الضباب بالدخول على خط الاستضافة.