وتعهد الرئيس الأمريكي اليوم خلال خطاب له وبجانبه وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون, تعهد بالعمل مع ليبيا على تقديم المهاجمين الذين قتلوا السفير الامريكي ودبلوماسيين آخرين في ليبيا إلى العدالة وقال ان الحادث لن يؤثر على العلاقات الامريكية الليبية.
وأكد أوباما أن الإدارة الأميركية ترفض الإساءة إلى المعتقدات الدينية للآخرين لكنها “تعارض بشكل واضح هذا النوع من العنف الأهوج الذي أضاع أرواح موظفي الدولة”.
وأكدت المعلومات المتوفرة من أمريكا وليبيا أن السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز واثنين من مرافقيه قتلوا في هجوم صاروخي استهدف سيارتهم بمبنى قنصلية الولايات المتحدة الأميركية في بنغازي، عقب مظاهرات رافضة لفيلم أميركي يسيء إلى رسول الله صلى عليه وسلم.
وفي السياق, فإن مخرج ومنتج وكاتب سيناريو “الفيلم المسيء للرسول” هو الإسرائيلي الحاصل على الجنسية الأمريكية، سام باسيل، يبلغ من العمر 52 سنة ويقيم في كاليفورنيا التي اختفى منها منذ أمس الثلاثاء.
ومن جانبه أدان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند “بشدة” قتل السفير الأميركي، ووصف الهجوم الصاروخي على سيارته في بنغازي بأنه جريمة “شنعاء”. ودعا هولاند السلطات الليبية إلى بذل كل ما في وسعها للعثور على مرتكبي الهجوم وتقديمهم للعدالة.
وفي تعليق بريطانيا على الهجوم، قال وزير الدفاع فيليب هاموند إن الدول الغربية مطالبة بمراجعة الإجراءات الأمنية لدبلوماسييها في ليبيا، وشدد الوزير -في حديث للجزيرة- على ضرورة إعادة بناء المؤسسات الأمنية في ليبيا ودعمها من قبل الدول العربية.
وبدوره، أدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي، واعتبر أن “مثل هذا العنف لا يمكن أن يكون مبررا”.
وفي ردود الفعل الداخلية، ندد رئيس المؤتمر الليبي محمد المقريف بالهجوم قائلا: “نعتذر للولايات المتحدة وللشعب الأميركي ولكل العالم عما حدث، ونحن والحكومة الأميركية نقف في صف واحد في مواجهة هؤلاء المجرمين القتلة”، واصفا الهجوم على القنصلية بـ”الجبان” و”القذر”.
وأكد المقريف أن الشعب الليبي يرفض أن تشوه صورته أو يهدد أمنه واستقراره، وتعهد باتخاذ إجراءات صارمة لضبط المتورطين في الحادث، وأعلن تشكيل وحدة عمل مشتركة بين المجلس والحكومة ستكون في حالة انعقاد دائم لمتابعة الوضع الأمني. وتحدث عن وجود “دلالة واضحة” لتزامن الحادث مع ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
وعن تفاصيل الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي رفقة ثلاثة من مرافقيه، قال وكيل وزارة الداخلية في شرقي ليبيا ونيس الشارف إن إطلاق رصاص من داخل القنصلية أثار مشاعر المسلحين، وأدى إلى اقتحام القنصلية، وأوضح أنه “في ظل الفوضى وسرقة مقر القنصلية تسلل أزلام العقيد الراحل معمر القذافي إلى المبنى”.
وأوضح أنه مع الساعة الخامسة فجرا بالتوقيت المحلي، هبطت في مطار بنغازي طائرة خاصة كانت تحمل شخصيات أميركية يعتقد أنها أمنية لنقل العاملين بالقنصلية إلى طرابلس، وبعد اقترابهم من مقر إقامة موظفي السفارة انهالت عليهم قذائف “آر بي جي” وزخات الرصاص من جميع الجهات، وهو ما تسبب في مقتل اثنين من القنصلية.
لكن مدير المركز الطبي في بنغازي فتحي الجهاني أكد للجزيرة نت أن السفير ستيفنز وصل شبه ميت عند الساعة الثانية ليلا، ولم تنجح جميع محاولات الفريق الطبي لإنقاذه بسبب “اختناقه بغازات ناجمة عن حريق”.
وقال إن الأمن الوقائي الليبي وأفرادا أميركيين قاموا صباح اليوم بنقل الجثث الموجودة في ثلاجة المستشفى إلى مكان آخر، مؤكدا أن المترجم الليبي العامل مع القنصلية تعرف على جثة السفير.