وقبيل ساعات, علن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم الأربعاء أنه تعرض لمحاولة اغتيال بإطلاق النار على مقره في بلدة معراب شمال شرق بيروت، مشيرا إلى عدم وقوع إصابات، وقال جعجع في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر الأربعاء أن رصاصتين أطلقتا قبل الظهر في اتجاهه، بينما كان يتنزه مع بعض مرافقيه خارج مقره في معراب.
وأضاف “بينما كنت أتمشى، رأيت وردة وانحنيت لقطفها. في هذه اللحظة سمعت طلقين ناريين، وانخفضت أرضا. من الجيد أن الشباب المحيطين بي كانوا بعيدين بعض الشيء”، فلم يصب احد، وأشار إلى أن الطلقين تركا ثقبين في جدار المقر، وقال “تبين أن الإطلاق كان عن بعد من جانب قناصة. عيار الرصاص هو ما بين 12,7 و14,5، والعملية نفذها أكثر من شخص على الأرجح”.
وقال ملحم رياشي، مسؤول التواصل الإعلامي في الحزب إن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن العملية جرت بطريقة فائقة التطور، وذلك من خلال استخدام أكثر من بندقية خاصة بعمليات القنص.
مضيفا إن التحقيقات كشفت عن وجود بندقيتي قنص جرى تمويههما بشكل شديد الاحتراف بين شجيرات في تلة مقابلة لمقر جعجع ببلدة معراب.
وأضاف رياشي أن القناصين كانا يحركان أسلحتهما بتوجيهات من الكمبيوتر، وذلك من مسافة تبعد أكثر من كيلومتر عن مقر إقامة جعجع، مشيراً إلى أن مروحيات تابعة للجيش اللبناني تحلق في مناطق الأحراش الكثيفة المحيطة بالموقع، في محاولة لتتبع أثر المنفذين، غير أنه أقر بصعوبة المهمة.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن جعجع قوله: “كنت دائما أقول إن المحاولات كان الهدف منها توجيه رسالة. أما هذه المرة فكان المراد أن تكون هذه هي الرسالة الأخيرة،” وتابع: “هناك فريق معين يرد علينا منذ 40 عاما بالاغتيالات، بينما نحن لا نتكلم إلا في السياسة.”
وربط جعجع محاولة اغتياله بـ”ظروف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري (عام 2005) الذي جل ما قام به هو أنه بدأ يزداد حجما أكبر من المعطى له، وتبين لخصومه أن الشعب اللبناني بدأ يلتف حوله، وأنه سوف ينال حصة وازنة في انتخابات عام 2005″ في إشارة إلى مقتل رئيس الوزراء السابق الذي ألقت القوى المؤيدة لها بالمسؤولية في اغتياله على النظام السوري.
ورفض جعجع توجيه اتهامات صريحة لأي طرف، غير أنه قال إن لديه “شكوك” حول جهة معينة مضيفاً: “الطرف الذي يقف وراء محاولة اغتيالي هو محترف بامتياز، والدليل الأسلحة التي استخدمت من هذه المسافة.. ما حصل هو محاولة استهداف عن بعد بأجهزة متطورة جدا، ولا أخفيكم أنها تفوق قدراتنا. فهناك امكانية أنهم قاموا بوضع كاميرا على بعد 4 كلم تقوم بمراقبة المركز لترصد التحركات وتعطي الأوامر لفرقة تقوم بالتنفيذ عند إيجاد أي فرصة.”
وعن سبب محاولة اغتياله، قال: “نحن على مقربة سنة من الانتخابات، والرئيس رفيق الحريري اغتيل على بعد أشهر منها، فهناك أوجه شبه عديدة بين عمليتي الاغتيال بغض النظر عن الفارق بين الأشخاص والمواقع. وأنا متأكد أن محاولة الاغتيال هذه تأتي في السياق نفسه.”
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية أن جعجع تلقى اتصالات شاجبة للحادثة، بينها اتصالات من الرئيس ميشال سليمان، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الداخلية مروان شربل، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية مورا كونيللي.
كما تلقى جعجع اتصالاً من حليفه الرئيسي في المعارضة، رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، الذي اعتبر أن المحاولة “تأتي في سياق مسلسل طويل من استهداف القيادات الوطنية اللبنانية، إنما هي محاولة شطب رمز من الرموز السياسية التي لها مكانتها ووزنها في الحياة السياسية اللبنانية.”