وما يجذب هؤلاء الشباب هو توافر خدمات واي فاي المجانية، ومن دون تحديد للوقت، بيد أن الجلوس لساعات طويلة يُلحق الأضرار بالمقاهي، من حيث تذمر بعض الزبائن الذين ينتظرون طويلا، قبل ان يتمكنوا من الحصول على طاولة، فضلا عن تأثر مبيعات هذه المقاهي سلبا.
وأشارت الدراسة الى أن بعضهم قد نقل مكتبه فعليا إلى المقهى، بحيث يطلب فنجانا من القهوة، ويمكث عليه لساعات طويلة، خاصة في أوقات المساء.
ويعتبر هؤلاء فنجان القهوة ذاك مقابلا «لاستئجار» المكان، لكن آخرين يرون في هذا السلوك تجاوزاً لآداب وثقافة المقهى وهو ما يؤدي احيانا، الى نزاعات بين الزبائن.
وأوردت الدراسة أن تغيّر عادات العمل أدى الى نشوء طبقة جديدة من الموظفين الذين أصبح مكتب العمل بالنسبة اليهم هو اي مكان يمكنهم النفاذ من خلاله، الى شبكة الانترنت لاسلكياً. فهم يستخدمون ما بحوزتهم من اجهزة مثل الحاسوب المحمول او الهاتف الذكي والمحفظة وحقيبة الظهر والملابس، ويضعونها على الطاولة او الكراسي المحيطة بهم ويمكثون لساعات.
هذا السلوك يؤدي الى ازعاج آخرين يبحثون عن أماكن للجلوس والارتياح. وتضيف الدراسة ان شخصا واحدا يمكن ان يجعل من طاولة واربعة كراسي، مكتبا متنقلا، ولا يسمح لأحد من الاقتراب على اعتبار ان ذلك فيه انتهاك لخصوصياته.
وتوفر المقاهي خدمة الانترنت اللاسيلكي “وايرلس” بالمجان من اجل جذب المزيد من الزبائن الى ما يُسمى بــ «المكان الثالث» وهي مناطق مصممة لتجعل الشخص يشعر بانه في منطقة وسطى بين البيت والاماكن العامة. وحين تجاوز بعض الزبائن الحدود في وقت الاستئثار بالطاولات وحاولت بعض المقاهي تقييد استخدام الواي فاي، وجدت ان ذلك ينفّر الزبائن.
البروفيسورة كاترين ليمون رئيسة تحرير مجلة خدمات الابحاث، وجدت ان المقهى بالنسبة للبعض هو بمنزلة فيسبوك، حيث يمكنهم الالتقاء وتبادل الاحاديث. فجهودنا للتواصل الكترونيا في اي مكان وفي اي وقت، يمكن ان تؤّثر في المجاملات التي نتبادلها في ما بيننا.