وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أحياء في حمص خاصة المجاورة للقلعة القديمة تتعرض لقصف مدفعي عنيف، وسقط عدد من الجرحى، مشيرة إلى أن القصف يتركز على حي باب السباع والمريجة والصفصافة، بالإضافه إلى استمرار القصف العنيف على حي بابا عمرو. وتقوم السلطات السورية بقطع كل أشكال الاتصالات وبالتشويش على أجهزة الإنترنت الفضائي، ومازالت تمنع وصول المساعدات الطبية والغذائية لكل المنظمات الحقوقية والإغاثية، على حد قول الشبكة.
,وكان قد اتفق المعارضون السوريون الذين حضروا مؤتمر أصدقاء سوريا، الذي عقد في تونس، على أن نتائجه تعتبر مرضية نسبيا، لكنها لم تستجب لتطلعاتهم، خصوصا من ناحية دعم الجيش السوري الحر
وقال عبد الحكيم بشار، رئيس المجلس الوطني الكردي وأحد الأعضاء الـ5 الذين حضروا مداولات مؤتمر أصدقاء سوريا المغلقة، إن نتيجة هذا المؤتمر تعتبر رسالة قوية وحازمة للنظام السوري، بأن المجتمع الدولي جاد جدا لوقف العنف وتطبيق قرارات الجامعة العربية
رأى محللون وسياسيون أن مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي انتهت أعماله في ساعة متأخرة من ليل الجمعة/السبت، في تونس، تمكن من تفادي الفشل، لكنه لم ينجح في تحقيق الأهداف التي رسمها له منظموه، وجزء من المعارضة السورية التي دعمته .
وتباينت الآراء بخصوص نتائج المؤتمر، وتضاربت باختلاف مواقف أصحابها، ففي الوقت الذي أعرب فيه برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عن خيبة أمله، اعتبر وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أن المؤتمر نجح في تحقيق أهدافه، بينما رأى محللون عكس ذلك .
وقال رئيس الدبلوماسية التونسية إن المؤتمر كان “ناجحاً”، وعرف حضوراً متميزاً عكس تضامن المجموعة الدولية مع الشعب السوري ومطالبه العادلة وحرصها على تحول سلس للسلطة يضمن أمن سوريا واستقرارها .
غير أن السفير التونسي السابق شكري الهرماسي، لم يتردد في القول إن مؤتمر “أصدقاء سوريا” “ولد ميتاً”، وفشل فشلاً ذريعاً، ليس بسبب الانقسامات والاختلافات التي عرفها، بل لأنه “لا يمكن لقوى منخرطة في مشروع تصفوي أن تسعى لإيجاد حل سلمي لما يسمى بالأزمة السورية” . واعتبر أن الجميع كان يدرك من البداية أن مؤتمر تونس هو “مؤامرة”، ومحاولة للالتفاف على الفيتو الروسي والصيني، وبالتالي تدويل الأزمة من خلال استغلال حراك الشعب السوري لتمرير أجندة تستهدف محاولة ضرب محور الممانعة والمقاومة في المنطقة العربية” .
وانتقد بسام جعارة، الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا، الدور التونسي الذي يرغب في تسليم الحكم لهيثم مناع المعارض المقرب من النظام، على حد وصفه.
وقال جعارة إن العلاقة الشخصية بين الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وهيثم مناع كان لها تأثير واضح على الموقف التونسي.
وقبيل الاعلان عن انسحاب وفد المملكة العربية السعودية من المؤتمر, شدد وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، على نقل السلطة في سوريا “طوعاً أو كرهاً”، معتبراً أن هذا هو السبيل الوحيد لحل الأزمة في سوريا.
وأضاف الفيصل في كلمته خلال مؤتمر “أصدقاء سوريا”، المنعقد حالياً في تونس، أنه لا يمكن لبلاده أن تشارك في عمل لا يؤدي لحماية السوريين سريعا.
وأكد أن “النظام السوري فقد شرعيته، وأصبح أشبه بسلطة احتلال”.
واعتبر الفيصل أن “التركيز على المساعدات الإنسانية للسوريين لا يكفي”. وقال: “هل من الانسانية أن نكتفي بتقديم الطعام والدواء والكساء للسوريين ثم نتركهم لآلة لا ترحم”.
وأوضح أن “التركيز على المساعدات يعني كأننا نريد تسمين الفريسة، قبل أن يستكمل الوحش افتراسها”.
وتابع الفيصل: “وافقت على البيان، لكن ضميري يحتم علي مصارحتكم أنه لا يرقى الى حجم المأساة”.
وقبل انسحابه، قال وزير الخارجية: “لا يمكن لبلادي ان تشارك في عمل لا يؤدي لحماية الشعب السوري سريعا”.
وعقب ذلك قرر وزير الخارجية السعودية الانسحاب من المؤتمر، احتجاجاً على عدم فاعلية الاجتماعات.
من جهته, صرح الرئيس الامريكي براك اوباما بان على المجتمع الدولي الوقوف صفا واحدا بهدف الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد ليتنحى .
واضاف انه يجب وضع حد لقتل المدنيين من قبل القوات النظامية . واكد الرئيس الامريكي وجوب استعمال أي وسيلة لوقف المجازر في سوريا .
واضاف انه يستمد التشجيع من مؤتمر اصدقاء سوريا الذي عقد في تونس أمس حيث اجتمع اكثر من ستين وزير خارجية لمناقشة الملف السوري.
هذا وقد دعا رئيس اللقاء الديموقراطي اللبناني الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المعارضة السورية إلى رص صفوفها وطالب بتسليحها.
كما وجه جنبلاط كلمة إلى دروز سوريا قائلا: “لا أريد أن أتحدث بأسلوب طائفي، النظام السوري يُروّج لقيام تحالف الأقليات، دروز سوريا هم مواطنون سوريون، وهم إما مع النظام وإما ضده، في السابق قاتل الدروز الانتداب الفرنسي واليوم حان الوقت لكي “يناضلوا” ضد طغيان النظام الذي يقتل المواطنين السوريين في كل مكان.