ولا يخفى على متابع للأحداث الليبية, هذا المشهد الرائع الذي أعلن فيه رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل تحرير ليبيا كاملة بجميع أراضيها وسمائها وصحرائها, مشددا على أن الشريعة الاسلامية هي التي ستحكم الدستور والقوانين والتشريعات.
هنا نتوقف للحظة, لنعود من بعدها ونعتذر من الليبيين والثوار ونذكرهم أن قتل الأسير حرام شرعا بالديانة الاسلامية أبى من أبى وشاء من شاء وللدلالة عما نتكلم هنا فإن من سمع سيناريو مقتل الطاغية معمر القذافي, لا بد وأنه استغرب كيف له أن يكون أسيرا ثم يقتل, وهذا ما لم تستطع الفضائيات تبسيطه وإدخاله الى عقل المشاهد.
أما الجديد, فقد كشف أحد الثوار الليبيين في شريط فيديو بث على شبكة الإنترنت، انه أسر العقيد معمر القذافي ثم قتله برصاصتين، مضيفا بذلك مزيدا من الغموض على المعلومات المتعلقة بظروف مقتل الزعيم الليبي المخلوع.
ويظهر شريط فيديو بث على شبكة الإنترنت العقيد معمر القذافي وهو يقول للثوار «حرام عليكم» إلا ان أحد عناصر الثوار رد عليه وقال له «أنت ما تعرف الحرام» قبل ان يطلق النار عليه. وأوضح المقاتل انه قرر قتل القذافي عندما أراد مقاتلو مصراتة أحد معاقل الثورة على القذافي في شمال غرب سرت، تسلمه وقال «أطلقت عليه رصاصتين الأولى تحت ابطه والثانية في رأسه.. لم يمت على الفور.. توفي بعد نصف ساعة».
وهذا دليل صارخ على أن مقتل القذافي الأب كان بعد أسره, ومن المعروف شرعا, وإنسانية, أن قتل الأسير بعد أسره ممنوع لا بل هو مضاد للإنسانية حتى لو كان الأسير المقتول معمر القذافي أو حتى بشار الأسد.