حرب نجح حيث فشلوا ويُهدي كرة المونديال الى اللبنانيين

إكس خبر- إنها كرة الفقراء للعبة الفقراء في بلد الفقراء… كرة القدم لم تكن تُكلِّف شيئًا، قطعةٌ من القماش على شكلٍ دائري تتقاذفها الأرجل في أزقة أميركا الجنوبية للأولاد الذين لا قدرة لأهاليهم على إشباع طلباتهم بالألعاب.

***

لعبة الفقراء هذه تُنقَل إلى الشاشات ولكن أين الفقراء من مشاهدتها؟

لبنان واحدٌ من الدول التي طرحت على نفسها هذا السؤال، بدأ المونديال ولم يصل الجواب! تاه اللبنانيون في أمرهم، الميسورون منهم تدبَّروا أمر الإشتراك حتى ولو كان مرتفع الثمن، اما العامَّة أي الأكثرية العظمى فراحوا يفتِّشون عن شاشة تُشبع فضولهم وتحقِّق آمالهم في مشاهدة حدثٍ كروي عالمي لا يتكرر سوى مرة كل اربع سنوات، والحدث هذه السنة استثنائي بامتياز لأنه يحدث في بلاد الكرة، البرازيل.

 

***

اللبنانيون مولَعون بالمونديال: لم تبقَ سيارة أو شرفة منزل أو واجهة محل أو قبعة إلا وحملت علماً من اعلام الدول التي وصلت إلى البرازيل، فهل يُعقَل ان يتحمسوا كل هذه الحماسة من دون ان تكون لديهم القدرة على مشاهدة فرق الدول التي يحمسونها؟

بدأت عملية التفتيش على الطريقة اللبنانية: هذا يبرمج شاشته على قناة أجنبية غير مشفَّرة سواء من اوروبا أو من دول آسيوية، وذاك يُفتِّش في مواقع الانترنت على موقع ينقل المباريات مباشرة، حينًا ينقطع إرسال المحطة المقرصنة، وحينًا آخر يضعف الانترنت بسبب الضغط عليه، فتخيب آمال اللبناني بمشاهدةٍ حرة كريمة فيما التحدي قائم بين الشركة التي اشترت حقوق البث من جهة، وشركات توزيع الكابل من جهة أخرى، فدفع المواطن الثمن.

***

تلقَّف وزير الاتصالات النائب بطرس حرب كرة النار، إستمع إلى المناشدات، لكنه في آنٍ واحد هو رجل تشريع وقانون يعرف تمامًا كيف يفصل بين مشاعر الناس وأمانيهم وبين الحقوق التي تتمتَّع بها الشركات والمؤسسات، وهو لهذا السبب أمسك العصا من منتصفها وعكف على درس الملف من كل جوانبه، وحصيلة هذه الدراسة سيُعلنها اليوم في مؤتمر صحافي يزفّ فيه الى اللبنانيين بشرى تمكنهم من متابعة مباريات المونديال بكرامةٍ وبعزة نفس ومن دون إهانة وإستعطاء.

 

***

ليست غريبة عن الوزير بطرس حرب هذه المقاربات العلمية للملفات، فهو منذ دخوله الى الوزارة وضع لنفسه خطة المئة يوم لتحقيق ما يمكن تحقيقه:

 

بدأ بالبيت ، كما يُقال فأجرى المصالحات في الوزارة حيث الخلاف كان على أشده مع المدير العام للصيانة والاستثمار ومع مدراء عامين آخرين، ومن ثمار هذه المصالحات فك أسر الخطوط الثابتة للمكاتب والمنازل، وكانت طلباتها بعشرات الآلاف.

إنتقل إلى مسألة الفواتير وكلفة المخابرات والانترنت، فأجرى عليها دراسة معمَّقة افضت إلى خفضها.

 

ولعلّ التحدي الأكبر الذي واجهه هو إلغاء قرار تسجيل الهواتف لمَن يحملها معه من الخارج، وطالبَ في المقابل الجهات المعنية أن تضبط مسألة التهريب لأنه لا يجوز ان يدفع المواطن أثمان تساهل وتهاون بعض الاجهزة والإدارات.

 

اليوم يبلغ الوزير بطرس حرب ذروة التحدي من خلال مقاربة الملف الشائك، ملف مباريات المونديال، ليُسجِّل انه وضع حدًّا للبهدلة التي يتعرَّض لها اللبنانيون لسببٍ بسيطٍ جدًا وهو انهم يريدون ان يكونوا كما غيرهم من أبناء الكرة الارضية، يتمتّعون بحق مشاهدة مباريات الكرة.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *