هذا ما أدى إليه غياب التفاهمات في طرابلس

إكس خبر- تشهد طرابلس راهناً استقراراً أمنياً بعد نجاح الجيش اللبناني في تطبيق الخطة الأمنية لإعادة الاستقرار إلى عاصمة الشمال، التي استعادت أجواء ما قبل “جولات الاقتتال العشرين”،  بعد إنهاء مظاهرها من شوارع الفيحاء كافة.

 

وكانت أبرز تجليات نجاح الخطة من خلال تفكيك المجموعات المسلحة التابعة لما تسمى “قادة المحاور”، بعيداً عن استخدام القوة، وإقناعهم بتسليم أنفسهم للعدالة، ريثما يتم التفاهم بين الأفرقاء السياسيين على تسوية لإنهاء ملف طرابلس الأمني، وبالتالي تقفل ملفهم القضائي.

 

كذلك أسهمت “الخطة” بكشف زيف ادّعاءات بعض الإعلام و”أصحاب الخطب النارية” بأن الفيحاء هي معقل للتكفيريين والإرهاب، وتبيّن ألا حجم لمدّعي “السلفية” على الأرض، وكانوا بمنزلة “فقاعات هواء”؛ ليس لهم قدرة على التحكم بالشارع، بدليل توقيف بعض رموزهم بدون حصول أي ردود فعل.

 

وفي السياق، يكشف مصدر إسلامي طرابلسي أن غالبية “المجموعات السلفية” الموجودة على الساحة الطرابلسية كانت مخترَقة من الأجهزة الأمنية، معتبراً أنها نجحت في تفريغ هذه المجموعات من مضمونها.

ويعتبر المصدر أنه عندما أتت اللحظة التي تم فيها التفاهم على ولادة “الحكومة السلامية”، ثم تأكيد تمسك الدول المؤثرة في الوضع الأمني اللبناني بضرورة الحفاظ على استقرار لبنان، وبالتالي إعادة الهدوء إلى ربوع الفيحاء، تبيّن ألا حضور “للتكفيريين” إلا في بعض وسائل الإعلام “الفتنوية”، واليوم عادوا إلى حجمهم الحقيقي، بعد رفع الغطاء السياسي عنهم.

 

هذا الاستقرار الأمني لم ينسحب على الوضع السياسي في عاصمة الشمال، وحتى الساعة لم تتضح أي تفاهمات أو تحالفات سياسية أو انتخابية بين الجهات الطرابلسية الرئيسية: فريق الثامن آذار، و”تيار المستقبل”، والوزير فيصل كرامي، والرئيس نجيب ميقاتي، والنائب محمد الصفدي.

 

أكثر من ذلك، إحدى هذه الجهات المذكورة تشهد صراعاً داخلياً، فهناك صراع بين الحرس القديم في “تيار المستقبل”، المتمثل بالنائبين محمد كبارة وسمير الجسر والنائب السابق مصطفى علوش من جهة، والوزير اللواء أشرف ريفي من جهة أخرى، الذي أسندت إليه إدارة اللعبة الأمنية في طرابلس، وعاد اليوم ليؤدي دوراً سياسياً بعد التفاهم الإقليمي على التهدئة في لبنان.

 

أما في شأن القوى الإسلامية، وتحديداً القوة الوزانة بينها، أي الجماعة الإسلامية، فهي أيضاً إلى ضمور بعد فشل “مشروع الإخوان المسلمين” في مختلف الدول العربية، الأمر الذي انعكس سلباً على معنويات مناصري “الجماعة“.

 

لا ريب أن غياب التفاهمات والرؤى بين المكونات الطرابلسية، ما خلا بداية التقارب بين ميقاتي وكرامي، جعلها شبه منعزلة كلاً على حدة، وبالتالي أفقدها أي دور فاعل في إيجاد خطة تنموية لرفع الحرمان عن المدينة، المصنفة من بين أفقر المدن الواقعة على ساحل البحر المتوسط

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *