ولم تستطع تلك المعارضة الخروج من حالة الخمول البارد التي تمر بها ندواتهم بعد أن كانت تعقد في ساحة الإرادة وتمتلئ بها وتفيض على الشوارع المحيطة بها، أصبحت تجمعاتهم محفوفة وتعقد في ديوانيات أحدهم وسط حضور متواضع ربعه من رجال الصحافة. أحد أسباب عزوف وابتعاد الشباب عن المعارضة الكويتية وحراكها وحركاتها هو قمة الهرم فيها.. فهناك شخصيات كبيرة لها تاريخ ولها صولات وجولات في الحياة السياسية الكويتية، لكن الزمن تجاوزهم وبقوا جامدين على نفس خطهم وأساليبهم القديمة.. دفنتهم طفرة التكنولوجيا الحديثة وخلقت حواجز كبيرة بينهم وبين كوادرهم الشابة، وليس هناك دليل أكبر على ذلك من عدم وجود حساب للكثير من قادة المعارضة ورموزها على تويتر وإن تواجدت تلك الحسابات فهي متواضعة سواء في عدد ونوعية تغريداتها أو من ناحية عدد «الفلورز» أو المتابعين بل تجاوزهم في ذلك شباب صغار كمشاري بويابس وفيصل البصري وغيرهما ممن أصبح الشباب يتابعونهم ويستمعون لهم أكثر من قادة ورموز المعارضة التقليديين الذين بارت بضاعتهم ولم تعد تغري أو تجذب الشباب الكويتي.
ولكن هذا ليس مأزق المعارضة الكويتية فهي تعمل في أحد أغنى بلاد العالم وهو كذلك به هامش حرية نسبي يفوق الكثير من البلدان العربية والإقليمية فهم لن يقولوا للشاب الكويتي تعال أخرج معنا دفاعا عن خبزتك ورزقك فخبزته تصله الى حد الباب وتطرقه وتضع نفسها على الطاولة وفوقها ملعقتي عسل، وهم كذلك لن يجروا الشباب خلفهم في مظاهرات طلبا للمزيد من الحرية والتعبير عن الرأي فهذا الشاب في حسابه في تويتر يتكلم عن رئيس الوزراء هو ووزرائه وكبار مسؤولي الحكومة يوميا إما بانتقادات أو تعليقات ساخرة ولاسعة في كثير من الأحيان ولم يتعرضوا من جراء ذلك لأي ملاحقة أو تهديد بأذى.
طيب ما العمل لجذب هذا الشاب الذي ضمن خبزته ويمارس أقصى درجات حريته؟ العمل هو التنحي وترك الفرصة للصف الثاني من شباب الحراك والمعارضة لتكملة المسيرة فهم أخبر وأدرى بهموم ومشاكل هؤلاء الشباب، غير ذلك سيظل الحراك يدور على نفسه وستضمر قوة المعارضة ويختفي وهجها.. فحركتها الأخيرة بتأجيل المسيرات الى ما بعد تصفيات كأس العالم جلبت لها الكثير من السخرية والتهكم وأفقدتها الكثير من الاحترام من كوادرها.