***
تظهر حقائق التاريخ الحديث ان اكبر المخربين والمدمرين والقتلة والقمعيين من الحكام هم سادة الكلام من الخطباء المفوهين الذين يتكلمون لساعات فيسحرون عقول وقلوب المستمعين من الشعوب ليقودوهم بعد ذلك للحروب والهزائم والنكبات والنكسات والقمع ومصادرة الحريات وما صدام والقذافي وقبلهما هتلر وموسوليني عنا ببعيدين حيث اشتهروا بالاقوال العذبة والافعال المدمرة.
***
يقابل ذلك حكام قليلو الكلام كثيرو الانجاز كحال الكثير من حكام الخليج والملكيات العربية الحاضرة وملكيات ما قبل هوجة الانقلابات، لذا نتمنى فوز السيسي ونعتبر قلة كلامه امرا يحسب له ودلالة صحة وعافية، وليجعل السيسي بعد فوزه الافعال تتكلم بدلا من الاقوال وهذا هو المهم لمصر وللامة العربية.
***
آخر محطة: 1- في خطاب الرئيس عبدالناصر الشهير الذي اسر الألباب والمسمى خطاب «حنحارب» مر على المسحورين من المستمعين قوله: انه امر الجيش المصري بالانسحاب من سيناء ومن ثم تسليمها للاسرائيليين «دون حرب»، وهو امر فريد ان يصفق المستمعون لرايات الانكسار بدلا من اخبار الانتصار.
2- وفي خطاب ناصر الساحر الشهير عن تأميم قناة السويس فات المسحورين والهتيفة والمصفقين ما جاء فيه من ان البنك الدولي رفض اقراض مصر 100 مليون دولار اي حسب قوله
36 مليون جنيه اي ان الجنيه المصري في اوائل عهده كان يساوي 3.3 دولارات ولم يحاسبه المسحورون على ما فعله بعد ذلك بالجنيه والاقتصاد المصري.
3- وفي خطاب حماسي ثالث شهير أطرب الاذان المصرية والعربية طلب من الاميركان ان يشربوا من البحر الأبيض وان
لم يكفهم فليشربوا من البحر الاحمر، وكان رد الرئيس جونسون ان اعدت خطة ضرب المطارات المصرية عام 67 في البنتاغون وسمعت بـ«الأبيض والأحمر».
4- وفيما يخص خطاب التنحي الشهير الذي أسال الدموع وأخرج المظاهرات من المحيط الى الخليج يخبرني الاستاذ وجدي الحكيم مدير اذاعة صوت العرب انذاك انه في اليوم الثاني للنكسة وقبل يومين من خطاب التنحي ناداه وزير الاعلام انذاك محمد فايق وطلب منه تحضير اغان وطنية تطالب بعودة الرئيس للحكم ما يعني ان التنحي والمظاهرات في مصر جرى إعدادهما سلفا.. وامجاد يا عرب امجاد!