لقاءٌ سرّي يُنضِج الطبخة الرئاسيّة… قريباً؟

إكس خبر- ليست المكوّنات المفقودة لتكتمل الطبخة الرئاسيّة كثيرة ومعقّدة على ما يحاول بعضهم تصويرها، تمامًا كما أنها ليست سطحيّة حدّ رميها “في ظهر” النصاب الذي لن يتوفّر غداً. القصّة وما فيها أن هناك قطبة مخفيّة ينتظرها الجميع تدفع فريق 14 آذار الى استكمال رحلة إحراقه ورقة جعجع وفريق 8 آذار الى الاستمرار في صومه عن إخراج العماد عون من مرشّح ضمني الى مرشّح معلن.

 

تبدو الصورة الرئاسيّة وكأن الجميع ينتظر الجميع. ففي العلن ينتظر تيار “المستقبل” وحلفاؤه المسيحيّون – باستثناء القوات- اسمَ مرشّح 8 آذار ليبني على الشيء مقتضاه ويُخرِج جعجع من دائرة المنافسة بلباقةٍ أو يبقيه متى كان عون هو المرشّح المقابل خارج إطار تسويةٍ يكون “المستقبل” شريكًا فيها، وهو ما لن يحصل أصلاً على ما تؤكد مصادر 8 آذار لـ”صدى البلد”، مشيرةً الى أن “عون ليس جعجع، وبالتالي لا يترشّح متى لم يكن توافقياً أو رئيس تسويةٍ أكبر من لبنان، بمعنى آخر عون ليس طفلاً ليحرق ورقته بهَوانٍ أمام جعجع الذي يرفضه الجميع وحتى السعودية ومن يزعم دعمه إنما للمناورة به لتمرير الوقت في انتظار نضوج التسوية الكبرى”. تلك التسوية الكبرى لا تستثني السيناريو المطروح دوماً والقائم على وصول عون الى سدّة الرئاسة الأولى مقابل عودة الرئيس سعد الحريري من بوابة الرئاسة الثالثة.

 

سيناريو ممجوج

قد يكون هذا السيناريو الممجوج إعلامياً وسياسيًا غير ناضجٍ بعد إلا أنه يبقى واحدةً من الفرضيّات التي تهمس بها كواليس كلا التياريْن البرتقالي والأزرق والتي قد تدفع الوزير جبران باسيل الى الاجتماع بالحريري على ما حُكِي ليلاً بصفته وزيراً عونياً لا وزيراً للخارجية. هذا اللقاء يمهّد على ما علمت “صدى البلد” لمحادثاتٍ سرّية تُعدّ لها الرابية مع الرياض تقتضي من باسيل التوجّه الى المملكة قريباً جداً لبحث الموضوع الرئاسي بصفته عضواً في التيار الوطني لا وزير خارجيّة، على أن يحمل معه باسيل الكلمة المفتاح التي ينتظرها الجميع من هذه المحادثات وعلى رأسهم تيار المستقبل قبل التيار الوطني الحرّ نفسه”. كثيرةٌ هي المؤشرات التي يُبنى عليها ربطًا بمثل هذا اللقاء المُنتظر الذي قد يفرج أسارير لبنان الرئاسيّة، فغزل التيار الوطني والسعودية لم يتوقف يومًا منذ الانفتاح المفاجئ بينهما والذي كان باسيل والسفير علي عواض عسيري بطليْه. واليوم يكمل باسيل الممسِك بهذا الملف الانفتاح راكناً الى رسالةٍ مرّرها له عسيري بتثمينه دعوته للعودة الى بيروت. ويبدو أن أبناء “المستقبل” فهموا هذه الرسالة أيضًا لا بل أصبحوا شبه شركاء في الطبخة فخرج منهم من يقول بطريقةٍ غير مباشرة إن “لا مانع من ترشّح عون شرط موافقة السعودية”… هذا الموقف الذي لم يجرؤ أحدٌ من المستقبليين على قوله في العلن همسه بعضهم في أذن الرابية أخيراً على ما علمت “البلد.

 

المملكة لن تغامر

اليوم، وبعيداً من القِمْع الرئاسي الصغير، ينظر “المستقبل” ومعه فريق 8 آذار برمّته من نافذةٍ أوسع تطلّ منها “التسوية الكبرى” التي لا يمكن أن يكون للبنان رئيسٌ بمعزل عنها وإلا فالفراغ آتٍ لا محال. يعلم كلا الفريقين أن تلك التسوية لم تنضج بعد ولكن تمّ وضعها على السكّة تحديداً بعد ترشّح جعجع على ما تؤكد مصادر مطلعة، خصوصًا أن “ترشّح الأخير خلط الأوراق وسهّل على الجميع المضي في تسويةٍ مماثلة بعدما ثبُت أن حلفاءه قبل خصومه لا يريدونه لقناعتهم بأن لا مكان له أقله في هذا الزمن الرئاسي وبأن مباركة السعودية لرئيسٍ يرفضه نصف الشعب اللبناني في الحدّ الأدنى مغامرةٌ من العيار الثقيل تهدم كلّ ما تحاول المملكة إعادة بنائه للعودة الى الساحة اللبنانيّة بفعالية وتعزيز ضلوعها في صناعة حكومة المصلحة الوطنية بانتخاب رئيس مصلحة وطنية.

 

حينها نستغني عن جعجع

يواظب أبناء “المستقبل” على الارتقاء ببعض المواقف المعلّبة التي تساعدهم في كسب مزيدٍ من الوقت الى حين اتضاح الصورة. وتشير مصادر التيار الأزرق لـ”صدى البلد” الى أن “موقفنا محسوم وليس للمناورة وقلنا في الأساس إننا نريد مرشحاً من 14 آذار وهذا ما نمارسه فعلاً وما فعلناه الأربعاء الفائت خير دليل على ذلك”. ولكنكم تنتظرون الفريق الآخر لحسم اسم مرشّحكم؟ تجيب المصادر: “فليأتوا الى مجلس النواب ولا يطيّروا النصاب لنكتشف ما إذا كنا في انتظارهم فعلاً”. تضع مصادر “المستقبل” حكاية تأرجح موقف تيارها في عنق النصاب الذي طيّره فريق 8 آذار وسيطيّره بعد ساعات، وفي معرض تعليقها على انتظار حلفائها من أمين الجميل وبطرس حرب وروبير غانم تقول: “جميعهم صوتوا لجعجع”، مشددةً على أن “العامل اللبناني في اختيار الرئيس هذه المرة أساسي وهو ما لم نعايشه منذ العام 1970”. ولكن بعض نواب المستقبل يعكسون ترنّحاً وعدم ثبات في موضوع تبني ترشّح جعجع لا بل يؤكدون عدم حسم هذا الأمر في انتظار الساعات المقبلة؟ تتلقف المصادر: “قلنا إننا نريد مرشحاً من 14 آذار ولكن إذا وجدنا صعوبة في إيصال هذا المرشّح لدينا أسماء أخرى استجابةً مع هاجسنا وحرصنا على عدم وصول الفراغ الى السدة الرئاسيّة.

 

معركة خاسرة

إذاً، صورة الرئيس اللبناني لم تكتمل بعد في الأذهان الإقليمية والدولية كما الداخليّة. ذاك “البازل” ما زال يفتقد بعض “حبّاته” التي قد تضعها الرابية والرياض في مكانها الصحيح لتظهر معالم الرئيس بوضوح أو أقله لتبدأ ملامحه بالانجلاء. كلُّ ذلك يحتاج مزيداً من الوقت الضائع الذي لا يريد كلٌّ من الجميل وحرب وغانم أن يكونوا أبطاله… لهذا السبب سيواظبون على دعم حليفهم المزعوم الماضي في معركته حتى “العظم” رغم علمه المسبق بأنها معركة خاسرة وقناعته بأن حليفه لا يدعمه كرمى سواد عينيْه، ومع ذلك يرتضي الجلوس مرةً أخرى أمام شاشته في معراب مراقباً عدد الأصوات يرتفع أو ينخفض، هذا إن لم تحرمه من هذا السيناريو فرضيّةٌ من اثنتين: تطيير النصاب وانتخاب الفراغ أو نضوج التسوية الكبرى على حساب جسم 14 آذار المرتعش أصلاً.

 

 

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *