إكس خبر- زادت مدينة نيويورك من احتياطاتها الأمنية عشية بدء محاكمة الداعية المثير للجدل أبو حمزة المصري، المعروف بـ»القرصان» بتهمة التورط في الإرهاب، الاثنين المقبل وفي ثاني محاكمة خلال فترة وجيزة لعنصر «جهادي» رفيع بعد سليمان أبو غيث صهر زعيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن. وستعيد محاكمة أبو حمزة فتح صفحات طواها الزمن أو يكاد من تسعينات القرن الماضي عندما كان هذا الإمام المصري الأصل واحداً من وجوه الجهاديين في «لندنستان»، كما كان يُطلق على العاصمة البريطانية آنذاك.
وأكدت المحللة الاستخباراتية في شرطة نيويورك ريبيكا وينر أن المحاكمة “هي أولوية للشرطة في الأسبوعين المقبلين… ونراقب احتمال أن تأتي هذه بالمزيد من الارهاب». وأضافت أن المصري هو «نجم» في صفوف «القاعدة» ساعد «في تطويع عشرات الأفراد في بريطانيا والولايات المتحدة ممن انخرطوا في عمليات ارهابية».
وأوردت وكالة «رويترز» أن أبو حمزة دفع ببراءته في جلسة إجرائية الأربعاء الماضي من اتهام الإدعاء له بالتورط في التخطيط لخطف سيّاح غربيين في اليمن عام 1998 ومحاولة اقامة معسكر تدريب للجهاديين في أوريغون على الساحل الغربي للولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تستغرق محاكمته نحو شهر، وهي تأتي بعد أقل من ثلاثة أسابيع من إدانة هيئة محلفين في قاعة المحاكمة في نيويورك سليمان أبو غيث زوج ابنة أسامة بن لادن في اتهامات تتعلق بالارهاب.
ولفتت «رويترز» إلى أن هذا الحكم على أبو غيث دفع وزير العدل الأميركي اريك هولدر للتوجه إلى نيويورك حيث قال للصحافيين إن القضية يجب أن تساعد في انهاء الجدل بشأن إن كان يتعيّن محاكمة المتشددين أمام محكمة مدنية باعتبارهم متهمين جنائيين أم محاكمتهم كمقاتلين أمام محاكم عسكرية.
وأبو حمزة واحد من مجموعة من الناشطين الإسلاميين الذين سلمتهم بريطانيا للولايات المتحدة عام 2012 بتهمة التورط في الإرهاب. لكن الاتهامات الموجهة إليه منفصلة عن الآخرين وبينهم إثنان بارزان هما السعودي خالد الفواز مدير مكتب أسامة بن لادن في لندن وعادل عبدالمجيد عبدالباري مسؤول «جماعة الجهاد» المصرية في العاصمة البريطانية. والإثنان متهمان في قضية تفجير سفارتي الولايات المتحدة في شرق افريقيا عام 1998.
لكن أبو حمزة كان بالتأكيد أكثر شهرة منهما، نتيجة تحويله مسجد فنزبري بارك في شمال لندن إلى قاعدة للمتشددين الذين كان يخطب فيهم كل جمعة خطابات نارية تدين الحكومة البريطانية وسياساتها وتؤيد جماعات متهمة بالقيام بأعمال قتل بشعة كـ «الجماعة الإسلامية المسلحة» في الجزائر.
ويُشتهر أبو حمزة بوصفه بريطانيا بأنها بمثابة «مرحاض»، على رغم أنها منحته جنسيتها في ثمانينات القرن الماضي قبل انتقاله الى «الجهاد» في أفغانستان حيث فقد يديه وعينه جراء انفجار في منطقة حدودية باكستانية مع أفغانستان.
وذكرت «رويترز» أن مسؤولين بريطانيين يقولون إن أبو حمزة اتصل بعدد من المتشددين المعروفين جيداً في مسجد فنزبري بارك من بينهم البريطاني ريتشارد ريد الذي تم إحباط محاولته تفجير طائرة ركاب متجهة الى ميامي باستخدام مواد ناسفة مخبأة في حذائه عام 2001. كما يتهم الادعاء الأميركي أبو حمزة بمساعدة متشددين في اليمن على احتجاز 16 سائحاً رهائن في عام 1998 من خلال تقديم المشورة لهم وكذلك هاتف يعمل بالاقمار الصناعية. وقتل أربع رهائن من أستراليا وبريطانيا عندما نفذ الجيش اليمني مهمة انقاذ. وتقول الحكومة الأميركية إن أبو حمزة خطط العام 1999 لإنشاء معسكر تدريب في بلاي بولاية أوريغون، واستخدم في عامي 2000 و2001 أموالاً جمعها في مسجده لمساعدة متشددين على السفر الى أفغانستان وحض أتباعه على التبرع لبرامج تدعمها «طالبان» هناك. ويعتزم ممثلو الادعاء الاستعانة خلال القضية بكلمات نارية تفوه بها في خطبه منها إشادته بأسامة بن لادن وانتقاده العنيف لليهود والمسيحيين والمثليين. لكن محاميه يقولون إن التسجيلات ليس لها علاقة تذكر بالاتهامات المنسوبة إليه وانها ستقلب مشاعر هيئة المحلفين عليه.