اكس خبر – زاد الفاتيكان وهو أكبر مؤسسة دينية في الغرب, من حجم الهوّة والأزمة مع الأزهر الشريف وهو أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي, بسبب عدم ردّ البابا الجديد على رسالة شيخ الأزهر التي هنّأه فيها بالمنصب الجديد, في محاولة اسلامية لمسح الخلاف الحاصل سابقا مع البابا بندكتس السادس عشر والذي قال انه الدين الاسلامي يتّسم بالعنف.
وكان الأزهر أعلن بكل صراحة أن عودة العلاقات “المجمدة” مع الفاتيكان، مرهونة بما تقدمه من “خطوات إيجابية جادة، تظهر بجلاء احترام الإسلام والمسلمين”، وفي مقدمتها الرد على رسالة التهنئة التي بعث بها شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، إلى بابا الفاتيكان، فرانسيس الأول، بعد ترسميه على كرسي البابوية.
وما هي الا ساعات حتى جاء الردّ من رئيس “المجلس البابوي للحوار بين الأديان” في الفاتيكان، الكاردينال جون لوي توران، الذي أشار في كلته إلى ما نشره المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية المصرية، الأب رفيق جريش، بأن “الكنيسة المصرية قامت بالرد على تهنئة شيخ الأزهر”، والتي يقول الأزهر إنه لم يتلق رداً عليها حتى الآن.
ورداً على تلك التصريحات، أصدر مكتب شيخ الأزهر، بياناً اليوم الأربعاء موقّعا من مستشار الحوار الدكتور محمود عزب اليوم الأربعاء، أكد أنه يأتي بهدف توضيح “بعض الحقائق التي نكررها دائماً، ويغفلها المسئولون في الفاتيكان، وخصوصاً الكاردينال توران.”
وأكد مستشار شيخ الأزهر في بيانه أن “الأزهر مع مركزه للحوار، يتحاور مع كل الراغبين في الحوار، داخل الوطن وخارجه، ولا يستثني أحداً مادام الحوار سلمياً قائماً على الاحترام المتبادل، مع التزام آدابه وقواعده، والأزهر أدرى بها، إذ هي من صميم روح الإسلام.”
وتابع البيان أن الأزهر يتحاور “مع المسيحيين في العالم كله، وفي مقدمتهم الكاثوليك في كل بلاد الغرب، أما الكاثوليك المصريون، فهم عضو أساسي في (بيت العائلة المصرية) وفي حوار عملي بنَّاء على أرض الواقع في وطننا العزيز، ولا علاقة لهم بموضوع الخلاف مع الفاتيكان.”
وألمح البيان إلى أن “الأزهر يرصد بعض مواقف الفاتيكان تجاه الإسلام… والتي تتميز بروح أقرب إلى الخصومة ومجافاة الحقائق التاريخية، منها إلى الوئام وروح التقارب المنتظرة من الحوار، ولذا فقد علق الأزهر الحوار منذ فبراير (شباط) 2011 وحتى الآن.”
وأوقف الأزهر الحوار مع الفاتيكان، في أعقاب تصريحات للبابا السابق، بندكتس السادس عشر عام 2006، اعتبر فيها أن الدين الإسلامي “يرتبط بالعنف”، وتعرضت محاولات استئناف الحوار بين المؤسستين الدينيتين لضربة جديدة عام 2011، بعد مطالبة بابا الفاتيكان بحماية الأقباط في مصر، عقب تفجير كنسية “القديسين” بالإسكندرية.