ففي القصير, فشلت الغارات الجويّة الكثيفة، والقصف المدفعي والصاروخي العنيف، ومحاولات الاقتحام المتكررة على غرار حرب العصابات, في إسقاط المدينة لالسرعة التي كان يتوقّعها فريقا حزب الله والنظام السوري.
فقد فوجئ الحزب والنظام (القوات المهاجمة) بمسلّحين يظهرون بشكل مفاجئ من مناطق سبق ان سيطروا عليها, وذلك لإعتماد الثوّار على أنفاق عدّة تحت مدينة القصير تحمي المقاتلين من الغارات، والأهم تسهّل وصولهم من جديد إلى مواقع سقطت عسكرياً، وذلك لتنفيذ هجمات قاتلة من الخلف على الوحدات المهاجمة.
وقام “المعارضون” أيضاً باعتماد أسلوب “قتال العصابات” لجهة القتال التراجعي ضمن مجموعات صغيرة سهلة الحركة والإختباء. كما لجأ مقاتلو المعارضة السوريّة إلى سياسة نصب الكمائن والأفخاخ المتفجّرة، بحيث صار على القوى المهاجمة العمل على كشف هذه العوائق المزروعة في غير مكان، وتفجيرها، قبل الدخول إلى أي منزل أو مبنى أو شارع جديد.
وكل هذه “التكتيكات” الدفاعيّة منسوخة تماماَ من الأسلوب القتالي الناجح الذي كان مقاتلو “حزب الله” قد أرسوا أُسسه في الجنوب اللبناني في الماضي القريب, دون ان يعرف أحد كيف ومن وأين تعلم مقاتلو الجيش الحر كل هذا.
أما الصواريخ التي سقطت يوم أمس الأحد على ضاحية بيروت الجنوبية والتي تُعدّ معقل لحزب الله, فكان لها تأثير معنوي كبير بفعل القصف العشوائي المرعب, وهو يوازي حجم التأثير المعنوي لأيّ صاروخ كان يستهدف المستعمرات الإسرائيلية من قبل عناصر تابعة لحزب الله.
ورغم عدم اعتراف الجيش الحر بهذه الصواريخ العشوائية, إلا انه مستعد بحال تبنّاها ان يعزو السبب بكل بساطة الى تدخل حزب الله بشؤون سوريا ولنصرة بشار الأسد على حساب المدنيين السوريين.