أنقذت العناية الإلهية لبنان مرة جديدة من الوقوع بالمحظور حتى اللحظة, مع أحاديث تدور بالشارع حول عمليات انتقامية وعدم سكوت او رضوخ للشارع السني الذي يقول أنصاره انهم اكتفوا من المذلات الدائمة بحقهم.
أما التفاصيل التي ينشرها “اكس خبر” فليست جديدة عليكم هذه المرة, إذ بات الجميع يعرف أن 4 من شيوخ دار الفتوى في لبنان تعرّضوا للضرب المبرح وحلق اللّحى في مناطق زقاق البلاط والشياح على أيدي 5 شبّان ينتمون لطائفة أخرى, أطلق عليهم وزير الداخلية مروان شربل اسم “الحشاشين”.
أما الجديد الذي ينفرد “اكس خبر” بطرحه فهو التوتر الكبير والغليان الذي نقله مراسلو الموقع من الشارع البيروتي والصيداوي والطرابلسي, والذي قد تبدأ تحركاته بحسب ما علم “اكس خبر” بعد ظهر اليوم الاثنين, وقد لا تنتهي الا بدماء سائلة وأفعال ورد أفعال.
ووقع الاعتداء على الشيخين مازن حريري وأحمد فخران في منطقة الخندق الغميق المتقاطعة مع زقاق البلاط والتي تبعد 2 كيلومتر عن وسط بيروت فقط، فيما تعرض الشيخان “إبراهيم عبداللطيف حسين وعمر فاروق إمامي” لاعتداء في منطقة الشياح المتفرعة من الضاحية الجنوبية, بطريقة وجدها الكثيرون بأنها ممنهجة ومدروسة ومخطط لها سابقا.
نعم, لم تكن تلك الاعتداءات وليدة الصدفة او بسبب طيش “الحشاشين”, فأي صدفة تدفع حشاشي البلاد من أقصاه الى أقصاه للتعرض لمشايخ بنفس الليلة وبنفس التوقيت؟ إلا اذا كان الحشيش المستخدم غير أصلي.
ولم يكن بوسع محمد الرفاعي وهو مواطن بيروتي الا الاشارة الى ازدهار أعمال قناة “الأوتيفي” اللبنانية, والتي أنتجت ماردا سنيا بحسب اعلامها والذي روّجت من خلاله الى الوحش السني القادم الى المسيحيين والشيعة من كل لبنان, فكان ان تُرجم الأمر بالاعتداء على المشايخ.
إلا ان عقلاء الاسلام في لبنان كانت لهم كلمات رنّانة وفاصلة ندعو الله من خلالها ان تُبعد شبح الفتنة المتواجد أصلا منذ زمن, عن لبنان الذي لا يحتمل ناسه ولا اقتصاده مزيدا من الحروب, فأطل السيد علي فضل الله الذي شدد ووقع الاعتداء على الشيخين مازن حريري وأحمد فخران في منطقة الخندق الغميق بالعاصمة، فيما تعرض الشيخان إبراهيم عبداللطيف حسين وعمر فاروق إمامي لاعتداء في منطقة الشياح، بحسب وزير الداخلية اللبناني.
وسارع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى التحذير في نداء وجهه اليوم الى اللبنانيين “من مخاطر التحريض الطائفي والمذهبي”، ورأى فيه “وسيلة الى استدراج لبنان لفتنة كبرى يجب ان نحول دون وقوعها بكل ما نمتلك من جهود وامكانات”.
واضاف الحريري :”هناك من يعمل في السر والعلن لإغراق لبنان في مسلسل من الحوادث المشبوهة والأعمال المشينة، على صورة الاعتداءات التي استهدفت الأخوة المشايخ في بيروت والضاحية، وذلك سعيا وراء إيجاد الفتيل لإشعال فتنة بين الأهل وأبناء الوطن الواحد وتنفيذ مآرب جهات إقليمية تستفيد من انتقال الحرائق من بلد عربي الى اخر”.
وفي اطلاته الأولى بعد تخليه عن منصبه بشكل غير رسمي, صرّح المفتي محمد قبّاني بعد زيارته مستشفى المقاصد على رأس وفد من العلماء للاطمئنان على صحة الشيخين مازن الحريري وأحمد فخران، فقال: “من هنا تبدأ الفتنة، وهكذا تبدأ الفتنة، يقوم البعض بحلق لحى بعض العلماء المسلمين السنة، ويضربون الآخر، ويشتمون الآخر، وهم اربعة الآن، وربما هم اربعون الفا او اربعمئة الف او اكثر، في الداخل والخارج”.
ومن جهته, أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن بالغ أسفه لما حدث, كاشفا عن توجيهات مكثّفة للقيادات الأمنية بضرورة ضبط الوضع في الشارع وعدم السماح بتفلّت الأوضاع.
وأطلق ميقاتي صرخة شبه مكتومة للحوار الطارئ قائلا: “ما حصل ليل امس يؤكد مجددا ضرورة ان تعمد كل الاطراف في لبنان الى وقف الشحن والخطابات الانفعالية بدل محاولة التنصل من المسؤولية الجماعية في حماية البلد ورمي التهم جزافا على الحكومة. لقد كنا ولا نزال نعتبر ان الاوضاع الخطيرة في المنطقة وتداعياتها الحالية والمحتملة على لبنان لا يمكن مواجهتها الا بتلاقي جميع الاطراف مجددا على طاولة حوار، من دون شروط، لسحب فتيل التفجير من الشارع، ومنع محاولات العبث بالامن الوطني والاستقرار في البلد”.