هذه هي حال الدنيا, فكل يقول “أنا أولا” بدءا من الرئيس السابق سعد الحريري الذي انتهج هذا الشعار وروّج له كثيرا, وصولا الى كل ربّ عمل دون انتهاء اتو كلّ او ملل او نظرة جدية لما ستؤول اليه الاوضاع.
فمن بين تلك الوسائل من يقول ان التسوية أصبحت جاهزة والمعارضة السورية شبه موافقة عليها, ومنهم من نسي “الخطة السوداء” فكتب ان التسوية “قيد النضوج” مع تخوّفات من عدم تحققها بسبب توقعات بزيادة حماوة العمليات العسكرية التي يقوم بها الثوار.
أحلام يجري خلفها من يجب عليهم فعليا ان يكون على يقين بأن الأسد لا مكان له في أي تسوية “في حال كان هناك تسوية”, مع ضرورة أن يعي هؤلاء أن “التمنّي الكثير” وتصديق الأكاذيب التي يخترعونها قد تودي بهم وبمؤسساتهم الى الهلاك وعندها قد يسترجون الناس لعمل تسوية ما معهم شخصيا هذه المرة.
إلا ان الحقّ يقال, فإن الزخّ الاعلامي في هذه الأثناء لا بد منه لمناصرة بشار الأسد ونظامه الساقط, فوسائل الإعلام تلك أصبحت تتآكل من الداخل وموظفيها في حيرة من أمرهم خصوصا بعد انقطاع معاشاتهم ووصول الشحّ المالي الى أقصاه, لذلك فلا بدّ من “ضرب الحجر للمرة الأخيرة” عسى يكون بصالحهم حسب أوهامهم.