خائفة هي روسيا في هذه الساعات, بعد تحدّيها العالم بأسره وتصويتها لصالح بقاء نظام بشار الأسد. تصويتا, قد يأتي لها بمتاعب ومشاكل هي بالغنى عنها أصلا, بالتزامن مع اندلاع الثورة في موسكو والتي خرجت فيها مظاهرات تضمّ عشرات الالاف من الغاضبين على النظام الروسي.
فقد بثّت القناة الفرنسية الثانية تسجيلا سريا لحوار دار بين مندوب روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم.
وقالت القناة أن هذا التسجيل خاص بها وأن واحدة من آلات التسجيل المحمولة من قبل أحد مراسليها سجلت الحوار.
ويبيّن التسجيل بن جاسم موجها الكلام للمندوب الروسي قائلا له: قطر تحذركم من فرض أي فيتو على المشروع العربي بشأن سوريا, وعلى روسيا أن تتفهم وتوافق على القرار وإلا فإنها ستخسر كل الدول العربية.
فرد الروسي ببرود مصطنع: إذا عدت لتتكلم معي بهذه النبرة مرة أخرى, لن يكون هناك شيئ اسمه قطر بعد اليوم.
وقد أظهرت كلمة المندوب الروسي لاحقا مهاجمته العلنية خلال جلسة مجلس الأمن لقطر بشكل مباشر.
وخاطب تشوركين رئيس وزراء قطر قائلا:’ أنت ضيف ِعلى مجلس الأمن فاحترم نفسك وعد لحجمك وأنا أساسا لا أتحدث معك أنا أتحدث باسم روسيا العظمى مع الكبار فقط.
وقال تشوركين ان النص ‘يدعو الى تغيير النظام مشجعا المعارضة على السعي للسيطرة على السلطة’ ويوجه ‘رسالة غير متوازنة الى الطرفين’ النظام والمعارضة مؤكدا انه ‘لم يكن يعكس واقع الوضع في سوريا’.
وأشار تشوركين إلى بعض التعديلات التي طالبت موسكو بادخالها على النص في اللحظة الأخيرة واتهم الغربيين بعدم ابداء ‘مرونة’ في المفاوضات.
أما مندوب الصين لي باودونغ فقال إن ‘الضغط لاجراء عملية تصويت في وقت لا تزال هناك خلافات كبرى بين الأطراف حول المسالة لن يساهم في الحفاظ على وحدة مجلس الامن ونفوذه ولن يساعد على ايجاد حل للأزمة’.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد أكد معارضة بلاده لمشروع قرار دولي يدين سوريا، وقال ‘إذا كان الغرب يريد فضيحة أخرى في مجلس الأمن فلن نستطيع إيقافهم’، وأضاف ‘مشروع القرار لا يناسبنا أبدا، وآمل أن لا يطرح للتصويت’.
وقال لافروف إنه اقترح تعديلات على مشروع القرار، وأضاف أنه ‘يأمل ألا يطغى التحيز على صوت العقل’.
وقد أعلن لافروف أنه سيتوجه إلى دمشق الثلاثاء للقاء الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن لافروف قوله ‘بطلب من الرئيس الروسي سأتوجه إلى دمشق للقاء الرئيس بشار الاسد برفقة ميخائيل فرادكوف رئيس اجهزة الاستخبارات الخارجية الروسية’.
وأضافت وكالات الأنباء أن ‘لافروف سيسعى خلال زيارته إلى دمشق إلى ايجاد حل سياسي للازمة السورية يبقي أملا لدى روسيا بإمكانية بقائها ببحر المتوسط.