ومن مذبحة هناك الى مجزرة هنا, حيث اتهمت المعارضة السورية نظام الشبيحة بارتكاب مجزرة جديدة أمس الأربعاء في قريتي القبير ومعرزاف بريف حماه. وتشير الأنباء الى استشهاد 100 شخص وربما أكثر بعضهم قتلوا نحرا بالسكين.
وبين شهداء المجزرة عشرون طفلا و25 امرأة سقطوا بواسطة الذبح والرصاص, اضافة الى 5 شهداء تأكد دهسهم بالدبابات.
بدوره أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع المجزرة، وقال مديره رامي عبد الرحمن “أكدت مصادر متطابقة من المنطقة أنه بعد قصف القوات السورية للقبير ومعرزاف، قدمت مجموعات من الشبيحة وقامت بقتل العشرات من أبناء المنطقة بالسلاح الأبيض والسلاح الناري”.
وعلى إثر الجريمة النكراء, أدان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مجزرة القبير داعيا الى التنسيق من أجل عمل دولي ضد الأسد ونظامه.
وفورا, سارع ما يسمّى بالإعلام السوري وهو أبعد من أن يحمل هذا الإسم, سارع بنفي حصول أي مجزرة ناقلا نفيا رسميا عن مصدر لم يسميه. إلا أن أكاذيب إعلام النظام لم تدم طويلا, ففي حين طالب المجلس الوطني السوري المعارض في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي فجرا “المراقبين الدوليين بالتوجه حالا إلى الحفة لمنع حصول مجزرة جديدة يخشى السكان وقوعها في أي لحظة”, منع الجيش السوري النظامي المراقبين الدوليين من دخول القرية التي جرت فيها المجزرة الجديدة الأمر الذي لمّحت إليه المتحدثة بإسم فريق المراقبين الدوليين سوزان غوشا قائلة “أرسلنا فريقا يحاول دخول المكان.
وفي خطوة هي الأولى من نوعها في العلن, انعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة للتباحث بتطورات سوريا, فحمّل أمين عامها بان كي مون الأسد ونظامه المسؤولية الكاملة عن “العنف المقصود تجاه المدنيين” المطالبين بالحرية، وخص في ذلك مجزرة الحولة ونظيرتها في القبير.
واعتبر كي مون أن الرئيس السوري بشار الأسد وكل أركان نظامه “فقدوا الشرعية”، واصفا مجزرة القبير التي حدثت في ريف حماة بأنها “مروعة ومقززة”، وقال إن المراقبين التابعين للأمم المتحدة في سوريا تعرضوا لإطلاق نار من أسلحة صغيرة أثناء محاولتهم الوصول لموقع المذبحة الجديدة التي تعرض لها القرويون.
وندد الأمين العام بأعمال العنف التي يمارسها النظام السوري والتي وصفها بـ”العمليات البربرية” وطالب بمساءلة منفذيها، مستنكرا محاصرة القرى وقتل السكان بطريقة منهجية حيث يتم تصفية الجثث بصورة غير إنسانية.
وقال بان أن الشهور الماضية شهدت عمليت إجرامية بحق الشعب السوري كان أبرز صحاياها من النساء والأطفال مبلغا مجلس الأمن أن الآمال تتلاشى تدريجيا في أن تحقق خطة عنان أهدافها.
وتواليا لتحميل نظام الأسد مسؤولية المجازر, وقف المبعوث الأممي كوفي عنان قائلا واليأس يظهر على وجهه: “يؤسفني أن أبلغكم بأن خطتي في سوريا لم تطبق”، محمّلا الحكومة السورية المسؤولية الأولى في عدم تطبيق خطة النقاط الست.
من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إنهم يواصلون جهودهم مع المعارضة من أجل توحيدهم وبلورة أفكارهم بشأن الانتقال السلمي للسلطة ومشددا على عدم نية العرب “عسكرة” الأمور وملمّحا الى احتمال العمل تحت الفصل السابع.
وفي وقت سابق من ليل الاربعاء في اسطنبول, كان الاجتماع العربي الغربي يتباحث طرق مساعدة السوريين. وقد أبلغت الولايات المتحدة على لسان وزيرة خارجيتها التي حضرت الاجتماع اضافة الى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ووزراء خارجية آخرون ومبعوثون على مستوى عال من 15 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي, أن خطة انتقالية في سوريا يجب أن تتضمن نقلا كاملا للسلطة مشددة على انتهاء صلاحية الأسد
من جهة أخرى, ستضيف فرنسا اجتماعا في السادس من يوليو تموز لدول تؤيد رحيل الرئيس السوري بشار الاسد لكنها قالت يوم الخميس انها لن تضم ايران الى محاولات حل الازمة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان باريس ستستضيف ثالث اجتماع من اجتماعات “أصدقاء سوريا” فيما تسعى القوى العالمية لوسيلة لوقف اراقة الدماء في الانتفاضة ضد الاسد.
وقال فاليرو “سيضم (الاجتماع) كل الدول والمنظمات التي تريد تقديم دعمها للشعب السوري في وقت تتواصل فيه الحملة ويزداد الوضع الانساني والامني سوءا.”