وقابل المحتجون توسيع القوات السورية دائرة استهدافها للمدن والبلدات المنتفضة بمظاهرات جديدة الليلة الماضية, ودعوا إلى إضراب عام, وسط أنباء عن انشقاقات متزايدة في صفوف الجيش.
وقد شهدت سوريا أمس الأحد أكثر أيامها دموية منذ تفجر الاحتجاجات ضد نظام الأسد منتصف مارس/آذار الماضي بسقوط أكثر من 150 قتيلا بينهم 130 تقريبا في مدينة حماة (وسط) التي اجتاحتها قوات كبيرة من الجيش والقوى الأمنية مدعومة بعشرات الدبابات والآليات.
وبعد حصار استمر شهرا, اقتحمت القوات السورية حماة من عدة محاور، فيما بدا محاولة لمعاقبة المدينة التي يبلغ عدد سكانها 800 ألف, وشهدت مؤخرا مظاهرات ضخمة تطالب بإسقاط النظام.
وأعاد اقتحام المدينة شبح المذبحة التي شهدتها عام 1982 على يد قوات الرئيس السابق حافظ الأسد, وسقط فيها ما يصل إلى 40 ألف قتيل.
توالت التنديدات الدولية إزاء العملية العسكرية التي تقوم بها قوات نظام بشار الأسد في مدينة حماة وأوقعت نحو 150 قتيلا هناك ومئات الجرحى عدا بقية القتلى في مناطق أخرى من البلاد. وشملت التنديدات الرئيس الأميركي وتركيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
فقد قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان صادر عن البيت الأبيض “أظهر الرئيس الأسد مجددا أنه غير قادر وغير مستعد للاستجابة للمظالم المشروعة للشعب السوري واستخدامه التعذيب والفساد والترويع يضعه في الجانب السيئ للتاريخ ولشعبه”.
وأشار إلى أن واشنطن تعمل مع الآخرين لفرض عزلة على الرئيس السوري بشار الأسد.
واعتبر أوباما في بيان صادر عن البيت الأبيض “التقارير الواردة بشأن حماة مفزعة وتظهر الصورة الحقيقية للنظام السوري”. وأشار إلى أن سوريا “ستكون مكانا أفضل حينما يحدث فيها تحول ديمقراطي، ستواصل الولايات المتحدة في الأيام القادمة زيادة الضغط على النظام السوري والعمل مع آخرين في أنحاء العالم لفرض عزلة على حكومة الأسد والوقوف مع الشعب السوري”.
من جانبها دعت الخارجية التركية مجددا في بيان نقلته وكالة أنباء الأناضول الحكومة السورية إلى وقف عملياتها العسكرية واختيار الوسائل السلمية والحوار والمبادرات السلمية للتوصل إلى حل، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية لن تجلب الحل.
واعتبرت الخارجية التركية أن أعمال القمع الدموية ضد المدنيين تلقي ظلالا من الشك على عزم ونية الحكومة السورية بحل القضية بالوسائل السلمية، وذلك بينما كانت تتوقع تركيا من دمشق العمل من أجل مناخ سلمي خلال شهر رمضان المبارك، وأعربت عن خيبة أملها الكبيرة إلى جانب العالم الإسلامي من التطورات الراهنة عشية شهر رمضان المبارك.
كما استنكر زعيم تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري “المذبحة” التي تتعرض لها حماة، وقال إن الصمت العربي والدولي يدفع باتجاه إزهاق المزيد من أرواح الشعب السوري.
في سياق متصل هدد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله النظام السوري بتطبيق المزيد من العقوبات. وقال في برلين “إذا استمر عدم استعداد الرئيس بشار الأسد لتغيير المسار فإننا وبالتعاون مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي سنطبق المزيد من العقوبات”.