قمة روحية في لبنان بين قادة الطوائف تشدد على احترام سيادة الدولة

أنهى قادة الطوائف الروحية في لبنان قمّتهم التي انعقدت في الصرح البطريركي في بكركي وأصدروا بيانا ثمنوا فيه شعار “شركة ومحبة” الذي أطلقه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وتمنّوا له النجاح في مهمته، كما عبّروا عن تقديرهم للبطريرك الكاردينال مار نصرالله صفير.

كما دعا القادة الروحيون في البيان الذي تلاه أمين عام لجنة الحوار الإسلامي المسيحي الدكتور محمد السماك إلى “تأليف الحكومة اليوم قبل الغد على الأسس الدستورية بما يمكّنها من أداء دورها في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد والمنطقة العربية”.

وإذ شددوا على “ثوابت الوحدة الوطنية” حذروا من التشرذم “الذي يطعن في صدقية رسالة لبنان ويهزّ التلاحم اللبناني في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة العربية بما يعرّضه لدفع الثمن الباهظ”.

من جهة أخرى أكدوا ضرورة “اعتبار الدولة اللبنانية مصدر قوة للبنانيين والحاضن لهم وهذا يفترض على المواطنين احترام مؤسساتها ويفرض على المسؤولين الاستجابة الى مقتضيات العيش الوطني”.

وتطرق المجتمعون إلى موضوع العدالة فرأوا أنها “قيمة مطلقة وصفة من صفات الله تعالى ولا يمكن للمجتمعات أن تستمر من دونها” داعين إلى “الالتزام بوثيقة الطائف والميثاق الوطني”.

كما حثّوا على “البحث في استراتيجية تحمي لبنان” مطالبين “بتعزيز الانتماء الوطني وتثبيت أركان الدولة والاحتكام إلى المؤسسات الدستورية لمعالجة أي خلاف والاعتماد على الجيش وقوى الأمن لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة”.

إلى ذلك، شدد القادة في بيانهم على “سيادة لبنان واحترام وحق الدولة في تحرير أراضيها”، وثمّنوا دور اليونيفيل، وأهابوا بالأمم المتحدة “الضغط على اسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية”.

واعترض على هذه النقطة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيان أصدره عصر الخميس وهي تشكل البند السادس موضحا أن بيان القمة “أظهر عكس ما اردنا من تأكيد على الثوابت وانحرفت الأمور بشكل مخالف لما اتفق عليه خاصة في البندين السادس والسابع”.

وأوضح المجلس أن الاقتراح المقدم منه “أكد حق لبنان في تحرير ارضه حتى يشمل حق الجيش والشعب والمقاومة وخاصة اننا في ظل فقدان الدولة للقدرة على الدفاع عن نفسها”.

وأكد الشيخ قبلان في البيان انه”توجه بحسن الظن للمشاركة في القمة ولكن مع الاسف وجدنا ان النص المعد مختلف عن النص الذي وزع للمناقشة ومن هنا نؤكد اننا غير معنيين بما ورد خاصة فيما ذكر بالبند السادس”.

وعليه أوضح المجلس أن ” الاتفاق كان على ان يكون اللقاء للتأكيد على الثوابت وعدم التعرض الى اي مسألة خلافية بين التوجهات السياسية”.

وأكد الشيخ قبلان في البيان انه”توجه بحسن الظن للمشاركة في القمة ولكن مع الاسف وجدنا ان النص المعد مختلف عن النص الذي وزع للمناقشة ومن هنا نؤكد اننا غير معنيين بما ورد خاصة فيما ذكر بالبند السادس”.

وإذ اعتبر المجتمعون أن “حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، والعربي الاسرائيلي هو مفتاح الأمن والاستقرار دعوا إلى “الاستجابة الى حقوق الشعب الفلسطيني وحق عودتهم وإقامة الدولة الفلسطينية المعترف بها وطناً دائماً” فهذا ما يتلاقى مع الإرادة اللبنانية برفض التوطين على حد اعتبارهم.

وهنا أيضا اعترض “الشيعي الأعلى” لأنه أوضح أن كلمة “العربي الإسرائيلي” لم تكن موجودة “وتم زيادة التعديل خجلا دون طباعته في البيان الرسمي”.

وختم القادة بيانهم بالتأكيد على “تمسك اللبنانيين بالأرض والحفاظ عليها” معبرين في سياق آخر عن قلقهم واستنكارهم “الشديدين” للأحداث التي تحصل في مصر وقبلها في العراق والتي طاولت المسيحيين” فأكدوا على الدور المسيحي والمسلم في هذا الشرق وعلى ولاء المسيحيين والمسلمين في أوطانهم”.

هذا وأقر المجتمعون “مبدأ لقاءات دورية روحية”.

وكانت قد بدأت القمة بعد اكتمال عدد المشاركين الذي وصل عددهم إلى 35 تضم القمة 35 شخصية من رؤساء الطوائف أو من ينوب عنهم بكلمة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي شدد فيها على أن الهدف من القمة هو اظهار وحدتنا اللبنانية من “خلال الثوابت الوطنية المشتركة وابراز الاهداف الواحدة التي نسعى اليها”.

ولفت الراعي الى أن القمة هي حاجة ملحة قائلا:”قد تنادينا لعقدها بروح الشركة المحبة، لسببين، داخلي وخارجي، السبب الداخلي يعود الى الخلل في الوحدة الوطنية وظهور نزاعات طائفية سببتها خيارات سياسية متناقضة وضرورة تأكيد الثوابت والاهداف الوطنية المشتركة والميثاق الوطني القائم على العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين، والسبب الخارجي هو الازمات الحاصلة في بعض من البلدان القريبة والبعيدة وما لها من انعكاسات على الداخل اللبناني”.

وأشار إلى تميز “لبنان بكونه دولة مدنية تحترم البعد الديني وفقاً لما نص عليه الدستور، وذلك بفضل نظامه المتوسط بين نظامه التيوقراطي الذي يجمع بين الدين والدولة والنظام المدني”.

وشدد على أن “القمة الروحية المسيحية ـ الاسلامية حاجة من أجل تعزيز الثوابت الوطنية وحاجة لتحقيق الأهداف المشتركة، فلا بد من أن تعقب القمة لقاءات دورية نتفق عليها”، خاتماً بالقول: “على القمة أن تشدد على القيم الروحية والأخلاقية في الممارسة السياسية”.

وبدأت القمة بصلاة الأبانا تلاها بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام. ثم كان دعاء من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني سأل فيه الله كما جمع في هذه القمة القيادات الروحية، أن يجمع بين قلوب اللبنانيين وأن يؤلف بينهم ويوفقهم بما فيه رضاه وخير للبنان واللبنانيين والمسلمين والمسيحيين في لبنان وبلاد العرب والعالم.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *