وأشار السيد نصرالله الى أن “نتانياهو يقول في محاضرة عام 2007 إن المسار التاريخي “لدولة إسرائيل” قد إنقلب بدءاً بالانسحاب من لبنان عام 2000 وصولا الى الانسحاب من غزة”، مشددا على أن “إسرائيل لم تعد بعين العرب دولة لا تهزم وعاد التساؤل الوجودي حول إمكانية بقاءها في الوجود”، معتبرا أن “الخوف كان في عيني نتانياهو حين كان يتحدث قبل يومين في الكونغرس عن صواريخ “حزب الله” و”حماس” ونحن دائما بحاجة أن نبحث بخياراتنا لأن الاحتلال ما زال قائما”.
وسأل السيد نصرالله “ماذا ترك أوباما ونتانياهو بعد خطابيهما الاخيرين للسلطة الفلسطينية وللفلسطينيين والفصائل”، لافتا الى أن “أوباما جدد التزامه أمن إسرائيل وتفوقها على دول المنطقة، وهو دفع علاقات التعاون الاميركي- الاسرائيلي الى مستوى غير مسبوق، وأعلن رفضه لدولة فلسطينية من جانب واحد ورفض المصالحة بين “فتح” و”حماس” وتحدث عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح وتكلم عن دولة بحدود 1967 وبعد يومين تراجع”، وقال:”أما نتانياهو فالتصفيق له كان أكثر من الكلام في الكونغرس، وهذا يعني أن كل ما قاله نتانياهو في الكونغرس هو موضع إجماع من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس، ونتانياهو قال إنه يريد القدس عاصمة ابدية لاسرائيل، والبحث للاجئين عن حل خارج الحدود، الاعتراف بيهودية اسرائيل وتواجد عسكري اسرائيلي على نهر الأردن، دولة فلسطينية منزوعة السلاح ولا عودة الى حدود 67 وطلب من عباس أن يمزق الاتفاق مع حماس والعودة الى المفاوضات، وبعد هذا كله فعلى ماذا سيفاوض الفلسطيني، وبعد كل هذا وعد نتانياهو بخداع وتضليل أن يقدم تنازلات سخية”.
ورأى السيد نصرالله أن “الاميركي والاسرائيلي حددا موقفهما بوضوح وحددا العدو والصديق عندما تحدثوا عن ايران وسوريا و”حزب الله” و”حماس”، مشددا على أن “أوباما ونتانياهو وجها ضربة قاضية ونهائية لما يسمى المبادرة العربية للسلام”، معتبرا أن “الآوان قد آن لهذه المبادرة أن تسحب عن الطاولة”، مشيرا الى أنه “في الكويت الملك السعودي قال إن المبادرة لن تحتمل أن تبقى كثيرا على الطاولة”، مطالبا بأن تسحب المبادرة العربية عن الطاولة.
وجدد السيد نصرالله التأكيد على أنه “ليس أمام الفلسطينيين سوى المقاومة لصنع التحرير”، داعيا إياهم الى الاجتماع والتلاقي على هذا الخيار، داعيا أيضاً الامة كلها الى إحتضان خيار المقاومة لان ما يجري يهدد الامة كلها.
أما بالنسبة للوضع العربي، نفى السيد نصرالله وجود مقاتلين من “حزب الله” في سوريا أو ليبيا أو إيران، وذلك رداً على شائعات تناقلتها بعض وسائل الاعلام وبعض مواقع الانترنت خصوصا في لبنان.
وقال:” للكذابين في العالم العربي من فضائيات وصحف ومواقع يكتبون بفلوس فيلتمان”، مشددا على أن “التدخل العسكري في أي بلد من البلدان العربية ليس مسؤوليتنا ولكن إذا ذهبنا في أحد الايام لأي ساحة قتال نملك الجرأة لنقول في أي ساحة نقاتل ونستشهد”.
وتوجه السيد نصرالله الى نتانياهو قائلا له:” نحن في لبنان أحرار هذا العالم وصنعنا حريتنا بالدم وإنتصرنا على “سيفك” و”سيف” الاميركيين”.
كذلك توجه نصرالله الى الشعوب الثائرة، محذراً إياهم من السياسات الاميركية ولا يجوز أن تلجئكم الأحداث ولا الحاجات أن تلقوا أنفسكم بأحضان الأميركي من جديد.
وعن الوضع السوري، أكد أن “أحداً لا ينكر أن سوريا إرتكبت أخطاء في لبنان ولكن ما أنجزته للبنان كان مصيرياً”، مشددا على أنه “علينا أن نحرص على أمن سوريا نظاماً وشعباً ورفض أي عقوبات ضدها”، لافتا الى أننا “أمام بلد مقاوم وممانع، ومن جملة النقاط الاساسية أن القيادة السورية مقتنعة مع شعبها بلزوم الاصلاح ومحاربة الفساد”، مؤكداً أن “الرئيس السوري بشار الاسد مؤمن بالاصلاح وجاد ومصمم ومستعد للذهاب الى خطوات إصلاحية كبيرة جداً ولكن بالهدوء والتأني والمسؤولية”، مشيرا الى أن “كل المعطيات والمعلومات حتى الآن ما زالت تؤكد أن الاغلبية من الشعب السوري ما زالت تؤيد هذا النظام وتؤيد الأسد”، مشددا على أنه “من العناصر المكونة لموقفنا أن اسقاط النظام في سوريا مصلحة أميركية-اسرائيلية”، لافتا الى أنهم “يريدون اسقاط النظام واستبداله بنظام على شاكلة الأنظمة العربية المعتدلة”، داعيا السوريين الى الحفاظ على بلدهم ونظامهم المقاوم والممانع وأن يعطوا المجال للقيادة السورية لتنفيذ الاصلاحات، مشيرا الى أننا “علينا كلبنانيين أن نتدخل في ما يجري في سوريا”، رافضا أي “عقوبات تسوقها أميركا والغرب وتريد من لبنان الالتزام بها ضد سوريا وهذه أحد أهداف زيارة فيلتمان الآخيرة للبنان”، مشددا على “وجوب التعاون جميعا لتخرج سوريا قوية منيعة لأن في هذا مصلحة سورية ولبنانية وعربية مصلحة للامة”.
وعن الوضع اللبناني، توقف نصرالله عند إتهام أوباما لـ”حزب الله” بالاغتيال السياسي والسيارات المفخخة، لافتا الى أن “العدائية الاميركية لـ”حزب الله” ليست جديدة، وقد يكون هذا المضمون السياسي والقضائي لأوباما جديدا، هو بيعة للصهاينة وكلام لا يستند لدليل ويؤكد ما قلناه عما يحضر له في سياق مؤامرة المحكمة الدولية
ولفت السيد نصرالله الى أنه “منذ سقوط الحكومة الى الآن والاكثرية الجديدة لم تستطع أن تشكل حكومة”، قائلا:”عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم”، معتبرا أن “تعبير الأكثرية الجديدة ليس دقيقا فهناك الأكثرية ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وواحدة من الفوائد غير المقصودة أن هذا التغيير بيّن الفريق السياسي الآخر كيف يتصرف مع “حزب الله”، مشيرا الى أنه “عندما سقطت الحكومة قامت الدنيا ولم تقعد وقاموا بجو تحريضي عند الناس أن هذا انقلاب محضر والحكومة جاهزة وهذه حكومة الحزب الحاكم وحكومة ولاية الفقيه، والآن غيروا رأيهم لأنه تبين أنه لا يوجد انقلاب لا ايراني ولا سوري”، لافتا الى أنه “للتأمل كل هذا الصراخ كان رسائل للخارج الى أميركا والغرب وبعض الدول العربية ليلحقوهم لأن حزب الله آخذ البلد، واليوم من هو معني بالتكليف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف والأغلبية الجديدة، المسؤول المباشر عن التكليف هو رئيس الحكومة المكلف والحكومة”، مشددا على أن “الحكومة لم تتشكل لأنه يوجد متطلبات أميركية وأوروبية موجودة رغم كل من يحاول نفيها”.
وأعرب السيد نصرالله عن إيمانه بوجوب تشكيل حكومة بأسرع وقت وان البلد لا يمكن أن يعيش في الفراغ وأن وجود حكومة لا بديل عنه وهو الأساس لحل ومواجهة المشاكل في البلد، لافتا الى أننا “نتصرف على أن تشكيل الحكومة هو من أوجب الواحبات ومصلحتنا وجود حكومة قادرة قوية مسؤولة تعالج أزمات البلد، لأننا لا نريد الدويلة بل الدولة ونحن أو مقاومة في التاريخ تنتصر ولا تطالب بحصة في الدولة أو السلطة أو الحكومة”.
وقال:”سوف نواصل بذل جهودنا عبر الخليلين والأخلاء ولن نيأس ولكن لسنا بوارد الضغط على أحد ونحن نحترم حلفائنا ونتناقش معهم وفي نهاية المطاف سنصل الى النتائح المطلوبة”، معتبرا أن “الرهان على حكومة تكنوقراط ساقط لأن الأغلبية الجديدة لم ترض به، وهذا الاقتراح أتى من الأميركيين وتيار المستقبل، ولبنان بلد سياسي للعضم وحكومة تكنوقراط لا تسير به وهذا بلد لا تقوم به إلا حكومة سياسية محمية من قوى سياسية أساسية أو حكومة وحدة وطنية”.