هكذا, فاجأ الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الجماهير الحاشدة في الضاحية الجنوبية بإطلالته شخصيا في مسيرة نصرة النبي محمد تحت شعار “لبيك رسول الله”.
واستهل نصرالله خطابه بتوجيه الشكر للحشود الغفيرة على استجابتهم الدعوة لنداء “نصرة الرسول” موجّها الشكر “للعلماء من السنة والشيعة وممثلي القادة الروحيين المسيحيين وممثلي الأحزاب اللبنانية والوطنية، وإخواننا في قيادة حركة أمل الذين دعوا إلى المشاركة في كل هذه المظاهرات”.
ولفت السيد الى ان المسيرة هي للتعبير عن الرفض للإساءة للرسول معلنا انها بداية التحرك “الذي يجب أن يستمر لخدمة أهداف واضحة، وأهمها وقف نشر المقاطع المسيئة على مواقع الأنترنت ومحاسبة منتجي هذا الفيلم، منع نشر الفيلم الكامل من قبل الأميركيين، سد الباب نهائيا على إمكانية الإساءة لنبينا ورسولنا وقرآننا ومقدساتنا”.
ودعا الجميع إلى تشكيل فرق تخطيط وتفكير وعمل لتحقيق هذه الأهداف الثلاثة “لأن هذه المسألة تعني كل المسلمين في كل بلاد المسلمين”.
وطالب السيد نصرالله لتحقيق الهدف الاول, بأن تقوم كل حكومة وكل دولة بحجب المواقع التي تنشر هذه المشاهد المسيئة، وأن يقاطع الناس في كل العالم وخصوصا المسلمين، مواقع الانترنت التي تصر على بث هذه المقاطع المسيئة.
ولفت الى انه “في الهدف الثاني يجب أن تفهم أميركا التي تحتج وتخادع بعنوان حرية التعبير، أن بث الفيلم كاملا ستكون له في العالم تداعيات خطيرة وخطيرة جدا”.
اما على مستوى الهدف الثالث، فشدد على ضرورة “أن تعمل كل شعوبنا وحكوماتنا على الضغط على المجتمع الدولي لإصدار قرار دولي وقوانين وطنية في كل العالم تجرم الإساءة للأديان السماوية ولأنبياء الله العظام، لإبراهيم، وموسى، وعيسى المسيح، ومحمد بن عبد الله صلوات الله عليهم أجمعين”.
واعتبر السيد نصرالله “إن عدم قيام الأمة الإسلامية وحكام العالم الإسلامي بإنجاز هذه المهمة هو تقصير عظيم بحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو إبقاء للباب مفتوحا لأفلام جديدة وإهانات جديدة وإساءات جديدة، لا نعرف إلى أين ستؤدي”.
وتوجه الى الحشود بالقول “غضبتنا اليوم، لن تكون حركة عابرة، ولا “فشة خلق” وإنما هي بداية لحركة جدية يجب أن تتواصل على مستوى الأمة كلها للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”، مشيرا الى انه “لا يتوهمن أحد ان هذه المعركة يمكن التسامح بها”.
ورأى ان “ما حصل هذه الأيام يجب أن يؤكد للمسلمين جميعا أن عليهم أن يتعاونوا ويتقاربوا ويتوحدوا لخدمة الأهداف المشتركة، ولو باينت بينهم ملفات من هنا وهناك”.
وأضاف “ما حصل هذه الأيام يجب أن يؤكد وعيا كبيرا لدى المسلمين والمسيحيين وإصرارا عظيما على العيش المشترك، وعلى فهم العدو، وعلى توجيه الغضب باتجاه العدو الحقيقي. فلا يورطن أحدنا في فتنة. هذه هي مسؤوليتنا جميعا”،.
وختم: “يا رسول الله، فداك نفسي ودمي، وأبي وأمي، وأهلي وولدي، وكل مالي، وما خولني ربي. إن دماءنا وأرواحنا وأولادنا وحياتنا ترخص أمام كرامة رسول الله وعرض رسول الله وشرف رسول الله، والله على ما نقول شهيد، ودماء شهدائنا تشهد وجراح جرحانا تشهد وبيوتنا المهدمة تشهد، ما دام فينا دم، لن نسكت عن إهانة نبينا وسيبقى الصوت عاليا: لبيك يا رسول”.
يشار الى انها الاطلالة الرابعة للسيد نصرالله بشكل شخصي في الضاحية وذلك منذ عدوان تموز ٢٠٠٦.