ففي المتن مثلا, نرى تحالفا بين التيار الوطني الحر وخصمه اللدود (في انتخابات 2009) ميشال المر ومعهم عائلات شيعية, أما المفاجأة الأكبر فكانت في البقاع وتحديدا في “صغبين” حيث تحالف أشد الخصوم ضراوة موجّهين لائحة موحدة بين القوات اللبنانية (التي يتزعمها سمير جعجع الحليف الأول ل14 آذار) والكتائب اللبنانية والحزب القومي السوري الاجتماعي (الخصم الأول ل14 آذار حسبما كان واضحا للشعب اللبناني) وواجهوا بهذا التحالف التيار الوطني الحر.
ليس هذا الحدث الغريب الوحيد في انتخابات فرعية للبلديات اللبنانية, فقد سجّلت تأخر غريبة لفرز الأصوات استغرقت 24 ساعة بعد اقفال الصناديق في حين أن الانتخابات الفرنسية والتي شارك فيها أكثر من 40 مليون ناخب، أعلنت نتائجها رسمياً بعد ساعتين فقط.
وفي الأرقام فقد أتت النتائج على النحو التالي: في المتن وتحديداً في بياقوت فازت لائحة حزب الكتائب اللبنانية بكاملها مقابل خسارة لتحالف المر- عون العائلات الشيعية.
أما في الشمال، حيث كانت المعركة المحتدمة في رشعين زغرتا، ففازت اللائحة المدعومة من المردة في وجه تلك المدعومة من حركة الاستقلال والقوات اللبنانية بنتيجة 9 – 6وفي عكار وتحديداً في البيرة وتكريت، حيث كانت المعركة بين تيار المستقبل والجماعة الإسلامية من جهة، والبعث والقومي السوري والشيوعي من جهة أخرى، فاز المستقبل بلائحتين كاملتين.
أما في الكورة فكانت الإنتخابات البلدية محتدمة أيضاً في بلدة رشدبين حيث فازت القوات اللبنانية وقوى 14 آذار والعائلات بثمانية مقاعد مقابل مقعد واحد من اللائحة المقابلة.
وفي البقاع كانت المعركة الأبرز في “صغبين” التي فازت فيها اللائحة المدعومة من القوات اللبنانية والكتائب والقومي السوري والنائب روبير غانم في وجه تلك المدعومة من التيار الوطني الحر بنتيجة 12 – 3.
ولعل المفارقة الأبرز كانت في معركة بلدة صفاريه الجزينية حيث أصر فريق التيار الوطني الحر قبل حسم النتائج على القول إنه ليس داعماً للائحة عائلات صفاريه في وجه اللائحة المدعومة من القوات، إلا أنه ولدى صدور النتائج الأولية تم تبني الفوز.
حال صفاريه كحال غيرها من البلدات التي حصلت فيها المعركة على أساس عائلي ولكن تم بعدها استثمار النتيجة سياسياً لصالح فريق ضد آخر.
وفي تلخيص سريع أجرته “اكس خبر” لمشهد التحالفات المستغربة والتي تفرح قلوب اللبنانيين وتطمئنهم على الاستقرار بدون أدنى شك, إلا أنها تطرح أسئلة كثيرة تجعل من المواطنين آلة طرح للأسئلة وأهمها: كيف تم التحالف؟ لماذا لعبوا بنا طوال هذه السنوات؟ متى تمكنوا من استغفالنا؟ معقول؟ وهل أن المقعد البلدي أو النيابي أهم من التضحيات والدماء التي تم هدرها منذ 2005 الى 2006 و2007 و2008 ؟