وعلى وقع الأحداث, فرضت الحكومة التونسية حظرا للتجوال في ثماني محافظات لأول مرة منذ تشكيلها.
وروى شهود ان المحتجين أقفلوا الشوارع واشعلوا النار في اطارات سيارات في منطقتي التضامن وسيدي حسين بشكل يعبّر عن غضبهم وغيرتهم على دينهم لا أكثر.
الأمر الذي استفز رجال الشرطة فبدأوا رحلة قمع جديدة بحق الأحرار محاولين تفريقهم بإطلاق الرصاص الحيّ والقنايل المسيلة للدموع فردّ عليهم أبنتء المنطقة والمحتجين بالحجارة.
وتحدث المسؤول الاعلامي في وزارة الداخلية لطفي الحيدوري ليلا “عن توقيف 86 شخصاً” هاجموا قوى الامن ومنشآت عامة بينهم عناصر سلفية وكذلك بلطجية” على حد زعمه. وقال: “لقد سجلنا سبع اصابات في صفوف رجال الامن”.
وتزامنت المواجهات في العاصمة مع أخرى في مدينتي سوسة على 150 كيلومترا شرق العاصمة، حيث هاجمت مجموعات سلفية مقر المعهد العالي للفنون الجميلة بزجاجات حارقة. كما تعرضت مقار حزبية ونقابية للحرق في مدينتي جندوبة على مسافة 250 كيلومترا غرب العاصمة ومدنين في أقصى الجنوب التونسي لأعمال مماثلة.
وحصلت الاشتباكات غداة اقتحام سلفيين معرضاً فنياً في ضاحية المرسى الراقية. وكان العمل الذي تسبب باثارة الغضب هو عمل يكتب اسم الله مستخدما الحشرات.
وقال حزب النهضة الاسلامي المعتدل الذي يرأس الحكومة قبل بدء الاحتجاجات انه يندد بما وصفه بالاستفزازات والاهانات الموجهة الى الدين لكنه حضّ أتباعه على التعبير عن رأيهم سلمياً.
وعلى رغم ان الاسلاميين لم يضطلعوا بدور رئيسي في اسقاط الرئيس السابق زين العابدين بن علي، فان الصراع على دور الدين ظهر مذذاك باعتباره اكثر القضايا المثيرة للانقسام.
ويريد السلفيون ان يكون للدين دور أكبر في تونس الجديدة مما يثير قلق النخبة العلمانية. وبعض هؤلاء السلفيين مؤيد لتنظيم “القاعدة”. وفي الشهر الماضي هاجم سلفيون حانات ومحال تبيع الخمور واشتبكوا مع السكان والشرطة.
وكان زعيم ” القاعدة” ايمن الظواهري دعا التونسيين قبل يومين الى الدفاع عن الشريعة أمام حزب النهضة الذي يسعى الى فرض تطبيق الشريعة في الدستور الذي يجري صوغه حاليا.
وطالبت كتلة “حركة النهضة” في المجلس الوطني التأسيسي بتضمين الدستور بندا “يجرم الاعتداء على المقدسات الدينية”. ورجحت أن يكون “ما يجري من أعمال حرق وتدمير وتخريب يندرج إما فى إطار الرد الخاطىء على ممارسة كانت سباقة إلى الخطأ والتطرف العلماني، وإما في إطار المسار التخريبي الهادف الى النيل من الدولة”.
ودعا “أبو أيوب” من قياديي “السلفية الجهادية” في شريط فيديو التونسيين إلى ان ينتفضوا بعد صلاة الجمعة ردا على المرتدين واستهزائهم بالدين الحنيف.
موقع خبر xkhabar.com