وشهدت ميادين الاعتصام في مختلف المحافظات إقبالا كثيفا مماثلا وخاصة في محافظتي السويس والاسكندرية اللتين بدت ميادينهما وقد امتلأت في اطار ما سمي بجمعة «الإنذار الأخير».
هذا وأكد الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم أن المتظاهرين لن يتركوا ميدان التحرير حتى تتحقق جميع مطالب الثورة، مشددا على أن الشعب المصرى بجميع فئاته هو من قام بإشعال ثورة 25 يناير التي أعادت الحرية والكرامة للمواطن المصرى وليس فئة بعينها.
وطالب الشيخ شاهين- خلال خطبة جمعة «الإنذار الأخير» والتي ألقاها لأول مرة من أعلى صندوق سيارة نصف نقل بحضور نحو 5 آلاف شخص – بضرورة تحقيق مطالب الثورة، وفى مقدمتها الإسراع بمحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين خلال أحداث الثورة ومحاكمتهم علنيا لتحقيق القصاص وإراحة شهداء الثورة الأبرار في قبورهم، وذلك من خلال تخصيص محكمة بكامل دوائرها بعد مراجعة بيانات الهيئة القضائية لمحاكمة قتلة الثوار، على ألا يخضع أعضاؤها للحركة القضائية القادمة، ويكون الرئيس السابق حسنى مبارك أول الماثلين أمامها.
وأكد إمام مسجد عمر مكرم أن فلول النظام السابق مازالت تحاول العبث بأمن مصر وإجهاض الثورة من خلال محاولة دس نار الفتنة والفرقة بين المسلمين والمسيحيين، وبين الجيش والشرطة والشعب.
وعقب الانتهاء من أداء صلاة الجمعة أم الشيخ مظهر شاهين جموع الحاضرين لأداء صلاة العصر جمع تقديم، قبل أن يؤدوا صلاة الغائب على أرواح شهداء الثورة، ثم انطلق المتجمعون بالميدان عقب أداء الصلاة في ترديد العديد من الهتافات، من بينها «الشعب يريد محاكمات علنية – الشعب يريد حق الشهيد – الله أكبر وايد واحدة – القصاص القصاص ضربوا ولادنا بالرصاص».
كذلك طالب المتظاهرون رئيس الوزراء د.عصام شرف بالمشاركة في التظاهرة في ميدان التحرير ونقل الرئيس المخلوع حسنى مبارك من مستشفى شرم الشيخ إلى سجن طره استعدادا لتقديمه إلى محاكمة علنية.
كما طالبوا بوقف محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية وتنفيذ حزمة من التغييرات «يستشعر بها الثوار» والتي تشمل التغيير الوزاري.
وردد المتظاهرون هتافات «الموت للعادلي السفاح» و«الشعب يريد إعدام السفاح» و«ثورة ثورة حتى النصر» وجددوا رفضهم لبطء الإجراءات التي تتخذها حكومة د.عصام شرف مطالبين إياهه بطرد الوزراء المنتمين للحزب الوطني المنحل واتخاذ قرارات ثورية ترقى لمستوى الحدث.
ورفض المتظاهرون البيان الاخير للمجلس الاعلى للقوات المسلحة واعتبروه تهديدا للمعتصمين، ورددوا هتاف «يا طنطاوي قال لك ايه قبل ما يمشي سعادة البيه» في إشارة الى العلاقة القوية التي تربط بين رئيس المجلس المشير حسين طنطاوي ومبارك.
وفي الاسكندرية مزق محتجون علم وزارة الداخلية المصرية بعد قيام احدهم بإنزاله من مبنى مديرية أمن محافظة الاسكندرية وسط هتافات غاضبة ضد الشرطة.
وفى الوقت الذي بدأ التوافد يتزايد على ميدان التحرير بدأت عدة ائتلافات رافضة للهجوم على المجلس العسكري في الإعداد لتظاهرة في ميدان روكسي بمصر الجديدة شرق القاهرة بعنوان جمعة «الأغلبية الصامتة».
ضمت تلك الائتلافات «حركة ثورة 25 يناير» وائتلاف 19 مارس و«أنا مصري» وجميعها رفضت تصاعد دعوات الاعتصام لفرض مطالب فئة قليلة لا تعبر عن أغلبية الشعب المصري.
وأوضحت تلك الائتلافات أن هناك محاولات للوقيعة بين الشعب المصري وقواته المسلحة، مطالبين بفتح باب التطوع لمساندة القوات المسلحة في مقاومة من وصفوهم بـ «العملاء والخونة».
وكانت جماعة «الإخوان المسلمين» أكدت عدم مشاركتها في جمعة الإنذار الأخير، وإن عاد الانقسام داخلها بعد إعلان شباب الجماعة المشاركة أيضا.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه الجماعة السلفية عدم المشاركة، أعلن حزبا «التوحيد العربى» و«السلام والتنمية» (تحت التأسيس) ولهما مرجعية إسلامية، مشاركتهما في مظاهرات اليوم والتي أطلقا عليها «جمعة الكفن».