وأكد شعيب أن الشركة القابضة المصرية للغاز والهيئة المصرية العامة للبترول كان بينهما وبين شركة شرق المتوسط عقد تجاري وتم فسخه الخميس الماضي، بسبب عدم التزام شركة شرق المتوسط بسداد الأقساط الشهرية لعدة شهور، وهو ما أعطى الحق لشركته والهيئة المصرية العامة للبترول في فسخ التعاقد.
وأوضح رئيس “إيجاس” أن قرار فسخ العقد الذي قامت به شركته وهيئة البترول مع شركة شرق المتوسط هو قرار نهائي ولا رجعة فيه مطلقاً.
ونوه شعيب إلى أن قرار إلغاء تصدير الغاز إلى إسرائيل يعد أمراً تجارياً وليس سياسياً، حيث هناك عقد تجاري مبرم بين طرفين، الأول وهو البائع ممثلا في الهيئة المصرية للبترول والشركة القابضة للغاز “إيجاس” والطرف الثاني المشتري وهو شركة شرق المتوسط المعروفة إعلامياً بشركة “حسين سالم” المصدرة للغاز لإسرائيل، ومع إخلال الطرف الثاني بسداد الأقساط لعدة شهور، لجأ الطرف الأول لتطبيق العقد وفسخه.
من جهته, وصف وزير خارجية إسرائيل إعلان مصر بصورة أحادية الجانب إلغاء اتفاق تصدير الغاز لإسرائيل بأنه “مؤشر لا يبشر بالخير” معتبرا أن الاتفاق يشكل دليلا على العلاقات المستقرة بين البلدين.
غير أن أفيغدور ليبرمان أكد أن إسرائيل حريصة على الحفاظ على معاهدة السلام مع مصر، وأن الأمر يصب أيضا في المصلحة المصرية. وأقر ليبرمان بأن اتفاقية الغاز ليست جزءا من اتفاق السلام بين البلدين لكنه اتفاق تجاري مهم يدلل على استقرار العلاقات.
وشدد الوزير اليميني المتشدد بمقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية اليوم الاثنين على أن تل أبيب مستعدة لاتخاذ خطوات لبناء الثقة بين البلدين، وأنها تحاول دعم السلطات المصرية في مكافحة ما أسماه العناصر الإرهابية في سيناء.
ونقلت الإذاعة عن مصادر سياسية إسرائيلية التأكيد على أن وقف الاتفاق يعود إلى خلاف تجاري، ولا صلة له بعلاقات البلدين.
وقالت المصادر إنها تلقت توضيحات من الجانب المصري تفيد بأن إلغاء اتفاق الغاز مرده الخلاف التجاري بين شركة خاصة إسرائيلية وشركات حكومية مصرية.
وأوضحت أن الخلاف لايزال قيد النظر عند القضاء بالخارج، مؤكدة أن إلغاء الاتفاق لا يمت بأي صلة إلى مجمل العلاقات السياسية الإسرائيلية المصرية.
في السياق ذاته أعرب وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتينيتز عن بالغ قلقه إزاء قرار مصر وقف تصدير الغاز الطبيعي إلى إسرائيل.
ووصف شتينيتز الخطوة المصرية بأنها سابقة خطيرة تلقي بظلالها على اتفاقية السلام بين البلدين.
يأتي ذلك في وقت غادر فيه مبعوث إسرائيلي القاهرة اليوم عائدا إلي تل أبيب عن طريق الأردن بعد زيارة قصيرة استغرقت عدة ساعات، في أول زيارة لمسؤول إسرائيلي بعد وقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل.
ومن جهتها قالت أمبال أمريكان إسرائيل، وهي شريك في شركة غاز شرق المتوسط التي تدير خط الأنابيب، لوكالة “رويترز” إن مصر أخطرتها بإلغاء اتفاق الغاز، لافتة في بيان لها إلى أن الإلغاء غير قانوني، وطالبت بالتراجع عنه.
ومن جهته قال رئيس شركة فرست جاز المصرية الدكتور محرم هلال، إن قرار الحكومة المصرية بإلغاء اتفاقية تصدير الغاز إلى إسرائيل قرار صائب، ويعتبر مكسبا كبيرا لمصر، خاصة في ظل التطورات التي شهدها ملف الغاز في الفترة الماضية، وفي الوقت الذي تعتبر فيه مصر في أمسّ الحاجة إلى كل متر مكعب من الغاز.